Amira Dhat Himma
الأميرة ذات الهمة: أطول سيرة عربية في التاريخ
Nau'ikan
ومن أولئك الوزراء قاضي القضاة عقبة بن مصعب، الذي نجح ظالم في استقدامه إلى جبهة القتال، لمناوئة ذات الهمة وابنها عبد الوهاب، وتقويض انتصاراتهما السابقة واللاحقة.
إلا أن عبد الوهاب نجح في اجتذاب شقيق الخليفة ذاته هارون الرشيد، إلى حد إقامة روابط الدم بينهما بزواج عبد الوهاب من أخت الرشيد.
ومن هنا فرضت تلك الجبهة الشابة لعبد الوهاب وهارون العلوي وذات الهمة والبطال مواصلة القتال والتقدم دون التفاتة إلى الوراء، حتى لاحت تباشير النصر، حين ارتفعت رايات عبد الوهاب خفاقة عالية وهي تطرق أبواب عاصمة الروم البيزنطيين المنيعة ... القسطنطينية.
إلا أن تباشير النصر لم تحقق كل غاياتها، فدفع الأمير عبد الوهاب الثمن الفادح من دمه المسفوح على تخوم القسطنطينية، حين جرح جرحا بليغا قارب أن يفقده حياته، وحزنت أمه ذات
الأمير عبد الوهاب يشفى من جراحه!
حلت الكوارث بالتحالف العربي عقب كارثة جرح الأمير عبد الوهاب في تلك الحملة التي شارك فيها شقيق أمير المؤمنين الخليفة الهادي: هارون.
وهو الذي أصبح فيما بعد الخليفة الخامس هارون الرشيد، الذي تعورف على عصره بالعصر الذهبي للراشدين.
وحطت الأحزان بأمه ذات الهمة إلى حد إحساسها بالتمزق الدامي الذي اعتراها، نتيجة لسقوط ولدها ورفيق جهادها عبد الوهاب نهبا لجراحه الغائرة ودمه المسفوح بين جحافل جيوش الأروام الجرارة، والتي جاءت هذه المرة مدججة بكل جديد من مختلف أسلحة الفتك، والخطط الملتوية الأفعوانية، في مواجهة جيوش المسلمين التي أذهلها الوضع وما طرأ عليه من تحولات، إلى حد الثبات عند مراحل الدفاع دون أن تتخطاه للهجوم والتقدم والوثوب.
وأبدت معظم الفصائل العربية أقصى ما في الباع تقديمه، صمودا في وجه ذلك العدوان التتري المفاجئ من جانب الأروام، دون أن تغفل عيونهم عن الإسراع في تضميد جراح الأمير عبد الوهاب، التي ومع توالي الأيام العصيبة واصلت التئامها ببطء، مما أثار المخاوف بين صفوف المسلمين.
ومما ضاعف من نكبات العرب تساقط بعض قلاعهم وموانئهم وحصونهم وثغورهم، التي عانوا طويلا في تأمينها الواحدة بعد الأخرى، كمثل عقد منفرط بأيدي الأروام هذه المرة.
Shafi da ba'a sani ba