Amira Dhat Himma
الأميرة ذات الهمة: أطول سيرة عربية في التاريخ
Nau'ikan
وتبادل الجميع النظرات الخجلى والترحم الصامت لما انتهى إليه مصيرها بين القبائل ... العرب.
من جديد تنبهت مهددة تطلب وصيفها الذي هو في موقع أخيها - في الرضاعة - والذي
وعاد إليها الجميع من حرس ووصيفات بخبر انشقاق الأرض وابتلاعها لمرزوق الذي لم يعثر له على خيال.
وعلى الفور أصدرت ذات الهمة أمرها بالتحرك البحري لسد كل المنافذ البحرية للجزيرة بكاملها في وجه الفارين، وإحضار كل من ابن عمها الحارث وخادمها مرزوق أحياء أو قتلى، لكن دون جدوى.
ذلك أن الحارث بعد أن وصل إلى مبتغاه وحلمه القديم تولته رعشة عاتية، دفعت به إلى جمع حاشيته وحاجاته وأقرب مقربيه، قافزا منتفضا إلى أول سفينة صادفها هاربا مصطحبا مرزوقا، ووسط أمواج البحر الضاربة لم يعرف له طريقا إلى أن استقر رأي الجميع على الإبحار عائدين باتجاه الوطن، والحط في جزيرة آمد؛ حيث وصلت الأخبار بعودة والده وأخيه إليها.
وما إن وصلوها دون أن تلحق بهم سفن ذات الهمة المطاردة حتى تنفس الحارث الصعداء، مقررا إطلاع والده على ما حدث وإسلام مقاليد الأمر إليه.
إلا أن والده ظالما ما إن وقعت عيناه على ابنه الحارث مسرعا على صهوة جواد، ثم ترجله عنه مسلما مقبلا جبينه، حتى ظن الوالد من فوره وكذلك أخوه مظلوم، بأن كارثة وقعت خلال أشهر غيبتهما.
بل إن مظلوما تصور من فوره أن أعداءهم الرومان أعادوا شن غاراتهم على مالطة، وشتتوا الشمل العربي، فاتجه من فوره إلى الحارث سائلا في جدة: ماذا حدث؟ - خير.
عاجله: وذات الهمة؟
أطرق الحارث منتفضا مغمغما: بخير.
Shafi da ba'a sani ba