Amira Dhat Himma
الأميرة ذات الهمة: أطول سيرة عربية في التاريخ
Nau'ikan
ومنذ نعومة أظفاره تربى «الصحصاح» وشب على ظهور الخيول العربية التي أحسن اختيارها ومعاشرتها، تربى على عتاد الحرب والجهاد انتظارا لليوم المشهود الذي تنبأ به الأب الراحل يوما عبر وهاد الحجاز.
وهي النبوءة التي أطلت برأسها يوما باتجاه التحقق على رمال الصحراء.
تلحف «الصحصاح» اليافع بالعراء، وغفا ثم تيقظ على شبح شيخ مسن بيده مقبض جواد شهير عالي الهامة بين العرب يدعى «اللاحق»، وهو من أمهر خيول «بني مرة»، هامسا في أذنه: ما خابت التربية فيك يا «صحصاح» يا ابن «جندبة».
وأغدق ذلك الشيخ المحسن العطايا «للصحصاح» من خيول وجمال بأحمالها، وخيول ورءوس أغنام ورعاة وجند وسيوف عواقل.
ومنذ شبابه المبكر، تبدت فروسية الصحصاح بين القبائل حين تصدى لملوك حضرموت في عشرين ألف فارس، وحين حالفه التوفيق فأنقذ ابنه الخليفة «مروان بن عبد الملك» وامتطى فرسته الشهباء، فكافأه الخليفة بالمجيء إلى عاصمة الأمويين.
ودخل أبواب دمشق محاطا بجنده من أبناء الأمراء وهم يرشونه بالملح والجوهر والبلخشن، إلى أن دخل قصر الخلافة، فاحتضنه الخليفة سائلا عن حاله، فأنشد:
إن كنت من أرض الشام مناظري
نحو الحجاز مخيم لا يطرف
ليلي بليلى طال حتى إنه
في كل جارحة فؤادي يزحف
Shafi da ba'a sani ba