Amir Umar Tusun
الأمير عمر طوسون: حياته – آثاره – أعماله
Nau'ikan
أفضال الأمير عمر طوسون على التاريخ المصري
مؤرخ القومية المصرية
أولع سمو الأمير العظيم عمر طوسون بالتاريخ منذ أيام الصبا والشباب، فلم ينقطع يوما عن البحث في نفائس المؤلفات التي كتبها الأفراد أو الجماعات التي يعنيها الوقوف على حقائق الأمم، في مختلف الأقطار متتبعين في ذلك ما خلفه الأقدمون من آثار!
ودفعه غرامه بالكشف عن النواحي الخفية من تاريخنا القومي إلى أن يقتني مكتبة عامرة بالكتب الفريدة، والمراجع النادرة. ولم يكن يمر يوم دون أن ينفق منه سموه شطرا كبيرا باحثا أو معلقا، على سفر من هذه الأسفار التي تحتشد بالبينات الرائعات عن أمجادنا القومية. وقد وقف سموه بدوام بحثه وتنقيبه على جوانب العزة والمجد في تاريخنا؛ فكشف عنها، وأضاء بثاقب بصيرته ظلماتها، التي كان العلماء - قبل سموه - يتخبطون فيها، ويجهلون أوجه الصواب منها. وقد أشربت روحه العالية بالغيرة المتقدة على تراثنا من هذا التاريخ، مع الاستمساك بالحقائق الثابتة - مهما كان وضعها - لأن هدف سموه كان إقرار الحق، بوضع الأمور في نصابها؛ وبذلك كان في كل أفضاله التاريخية مثالا للنزاهة والصدق وعنوانا على الجد والإخلاص!
وهكذا يستطيع كل مصري، أن يطلق على الأمير عمر لقب «مؤرخ القومية المصرية» بحق. وبذلك يصح فيه قول الشاعر:
خدم التاريخ وليس أشرف عنده
من أن يسمى خادما لبلاده!
استقلال رأيه أبرز صفاته
ومن ينظر في مؤلفات الأمير عمر التاريخية - التي أربى عددها على 39 مؤلفا - يجد تلك الآثار الحميدة ناطقة في أجلى بيان، بما كان لسموه من استقلال الرأي وأصالته كمؤرخ، مع صادق الخبرة، والبعد عن الأهواء، وكمال الدراية التي يعز نظيرها بين كل من تصدوا لتناول شئون التاريخ بالبحث والتسجيل، ولا بدع في ذلك فمن كان على مثال سموه (ورث السيادة كابرا عن كابر) لا بد أن تستهويه الحقيقة فيذكرها مجردة لوجه التاريخ . ولا غرابة في أن سموه بفطرته السليمة، ومبادئه القويمة، قد اضطلع بأمانة التاريخ؛ فكان الصدق ألزم صفاته وأجلى آياته!
ومن هنا كانت الهيئات العالمية في مختلف الأمم تتلقف آثاره التاريخية بالشغف الزائد، والشوق العظيم؛ فتقف فيها على الدقائق التي لا يمتري فيها اثنان، في بليغ بيان وفصيح برهان؛ لأنه كان موضحا للحقائق، مبرزا معالمها، منيرا خفاياها؛ لتبدو جلية للعيان كما تبدو الشمس المشرقة ساطعة في كبد السماء!
Shafi da ba'a sani ba