خرج من بعشتا
1
مصعدا في ذلك النهر الشتوي، وتفرقت رجاله في الجبلين من عن يمينه ومن عن شماله، وظل الموكب مصعدا حتى بلغ طريق السكة عن نهر غلبون، فانعطف صوب «الصليب» يقصد وادي عين كفاع، حيث تكثر الحجال في تلك الأرض الحمراء التربة، الصوانية الحصى.
مر موكب الأمير متفرقا في «الوطا»
2
حيث تملك الإمارة كثيرا من أشجار الزيتون، ولا يزال يعرف عند حكومة اليوم باسم زيتون الميري أو البكليك، فذهب بعض نزولا، وراح فريق طلوعا، واتبعت جماعة الطريق العام، حتى بلغت النهر الذي هو التخم
3
الشمالي لمقاطعة بلاد جبيل التي يحكمها المير قاسم.
لم تكن تلك أول مرة يجيء فيها الأمير قاسم هذه المنطقة، فأكثر الناس يعرفونه؛ لأنهم إليه يرجعون في قضاياهم كلها.
وكان قد سرى خبر قدوم المير للصيد فتحسبوا، ظنوا تلك الزيارة خدعة فاستعدوا. الملسوع يخاف من جرة الحبل، ومن يدري ما ينوي الأمير، فقد يتظاهر بصيد الطيور وتكون غايته صيد الناس، أو محصولاتهم وأموالهم على الأقل، فوقف الشعب حذرا، وتذكرت عصابة الشدياق سركيس، وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر ...
Shafi da ba'a sani ba