78

Amin Rihani

أمين الريحاني: ناشر فلسفة الشرق في بلاد الغرب

Nau'ikan

فوقف حضرة طعان بك العماد وشكر آل لطف الله على كرمهم ولطفهم، وخدماتهم الجليلة لوطنهم، وذكر مصر بالثناء والشكر، وتلاه حضرة أسعد أفندي داغر، فأنشد أبياتا كان لها وقع حسن في النفوس، وخطب حضرة أمين أفندي الريحاني، فذكر أن الغرب والشرق لا يختلفان في الحقيقة والجوهر؛ فالآثار الشرقية والغربية تتشابهان، وكذلك فلسفة الفلاسفة في البلادين وحكمة الشعراء، وكل أثر للعلم فيهما، وتمنى أن يأتي يوم يتصافح فيه الشرق والغرب، وتربط الجميع رابطة الإخاء والحب.

وتلاه حضرة توفيق أفندي دياب، فشكر بلسان المصريين الخطباء على ما أبدوه في خطبهم من عواطف الحب والإخاء لمصر والمصريين.

ثم تكلم بعد ذلك حضرات: فرح أفندي جرجس، والدكتور محجوب ثابت، ونسيم أفندي صيبعة، فأفاضوا في وجوب الاتحاد والتضافر بين الشرقيين عامة، ولا سيما بين الشقيقتين مصر وسورية، وذكروا أن كل ما تطلبه الأمم الشرقية هو أن تنال مقامها اللائق بها بين الأمم، وتنال حقها الشرعي من الحرية والاستقلال، ثم ارتجل حضرة الشاعر المشهور الشيخ الكاظمي قصيدة حماسية بليغة، وتلاه سعادة أحمد باشا زكي، فشكر لآل لطف الله كرمهم وفضلهم، وقال: إن هذا القصر بعدما كان دارا للملوك تحول إلى فندق يقصده السياح ، وقد عاد الآن - بفضل آل لطف الله الكرام - دارا للفضل، ومجتمعا لملوك الأدب القابضين على ناصية الكلام والأقلام.

وكان الحاضرون يكررون التصفيق للخطباء والشعراء إظهارا لاستحسانهم، ثم ودعوا وانصرفوا وكلهم ألسنة تتحدث بما لقوه من لطف حضرة صاحب الدعوة وأخويه، وكرمهم وإكرامهم، وما رأوه وسمعوه من جمال الحفلة وبلاغة الخطباء. (6-1) خطبة الأمير ميشيل بك لطف الله

ساداتي:

أرحب بحضراتكم كثيرا، وأشكر لكم تلبية دعوتي وتشريف منزلي. ولما كنتم من خيرة فضلاء الشرق، وتقدرون النشاط الشرقي، أغتنم فرصة تشريفكم لأذكر بالخير والثناء إخواننا في المهاجر، الذين ركبوا البحار، واقتحموا الأخطار في الأسفار؛ يريدون متسعا من الحياة، وسبيلا للمعاش، فلم ينسوا وطنهم، ولا أهملوا لغتهم، بل أشادوا بذكرها، وأحيوا آدابها، فأنشئوا في تلك البلدان الأجنبية جرائد راقية، ومجتمعات سامية، وما برحوا يحنون إلى الشرق، ويتغنون بمحاسنه. وبهذه المناسبة أؤدي التحية إليهم في شخص رجلين وجدا الآن معنا في هذه الحفلة، أريد بهما: طعان بك العماد، من إخواننا في الأرجنتين، فإنه ترك عائلته وأعماله الناجحة ولبى داعي القومية، فحضر إلى جنيف واشترك مع إخوانه في المؤتمر السوري الفلسطيني ممثلا قومه أحسن تمثيل، ولا يزال دائبا على الدفاع عن استقلال وطنه، وعن القومية الشرقية.

والكاتب الشهير أمين أفندي الريحاني، الذي رفع في أميركا وإنكلترا راية الإخلاص للأدب العربي والقومية الشرقية، فنقل إلى لغة الإنكليز ما حسن من أدب العرب، ونال مكانة عليا في تقديرهم، ثم كانت زيارته لمصر المثل الأعلى للتضامن الشرقي، بما أظهره فضلاء المصريين من العطف عليه، والاحتفاء به، والتقدير لأدبه، فأظهروا بالدليل الساطع فضيلة التضامن والاتحاد بين الشرقيين من أبناء اللغة؛ مما دل على نهوض الشرق من سباته. والشرق يريد العمل على خير العالم بأسره، لا أن يقاوم الغرب، بل يريد أن يكون صديقا، وأن يسير مع الغرب يدا بيد. (6-2) قصيدة أسعد أفندي خليل داغر

يسقيك يا قصر الجزيرة عارض

جود يحاكي من أميرك جوده

ويدوم ظل الأنس فوقك وارفا

Shafi da ba'a sani ba