130

Amin Rihani

أمين الريحاني: ناشر فلسفة الشرق في بلاد الغرب

Nau'ikan

إن فضلك يا مصر لينطق حتى أبا الهول.

إن روحك يا مصر لكالندى في الأكمام، بل كأشعة الشمس تكلل الندى.

إن جمالك يا مصر لكالخمر في كأس من النور، بل كالنور يسير على وجه النيل.

آية الزمان، ابنة فرعون.

معجزة الدهر، فتاة النيل. •••

وهناك حفلات خصوصية كثيرة لم يطلع عليها الجمهور، ولم يسعدنا الحظ بمشاهدتها وسماع ما دار فيها، والرأي الراجح أنها كانت قاصرة على التعارف والتعريف، وكان حظ الطعام فيها أكثر من حظ الكلام - كما يقولون. على أنها كانت في بيوت السراة ووجهاء القوم، نخص بالذكر منها حفلة السيد عبد الحميد البكري، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، والأستاذ الشيخ مصطفى عبد الرازق، وأميل أفندي زيدان، ونجيب بك صروف، والدكتور شخاشيري، والحفلة الراقصة في نادي الاتحاد السوري.

هذا وقد اهتم جمهور الأدباء والوجهاء من السوريين والمصريين في طنطا والمنصورة والإسكندرية في أداء واجب الضيافة للأستاذ الريحاني، وإقامة حفلات التكريم، فاعتذر عن تلبية طلبهم بضيق وقته، وصحة عزمه على إتمام رحلته العلمية في بلاد الحجاز واليمن، وباقي بلاد العرب؛ لدرس أحوال تلك البلاد وعاداتها؛ فيدون نتائج رحلته هذه وخلاصة أبحاثه في كتاب خاص ينشره باللغة الإنجليزية، ليطلع الأجانب على حالة بلاد العرب النفسية، وعاداتها القومية، فشخص في صبيحة يوم الاثنين 20 فبراير سنة 1922 من القاهرة، ميمما السويس، حيث يبحر منها إلى جدة، فكان في وداعه على إفريز محطة القاهرة عدد كبير من الوجهاء والأدباء وعلية القوم من السوريين والمصريين.

وبعد أن وصل مدينة السويس أرسل كلمته هذه يودع بها مصر، ويذكر ما لقي فيها من الحفاوة وأنواع الإكرام.

في فجر السفر

وكنت كمن لم يزل في حلم جميل، وكان هواء الليل لم يزل باردا، وقد خالطه شيء من فيض الأزبكية العطري، وكان الفجر مستوحدا في البلد، فلا حركة ولا صوت لبشر أو جن، إلا أن السكون المتشح من الليل أرق الجلاليب وأجملها، حمل إلي صوتا واحدا خلته بادئ بدء من أصوات الفضل والمكارم، التي اعتدتها في مصر في عشرين يوما مضت، وجمال ذكرها لن يمر.

Shafi da ba'a sani ba