247

فإن قلت : لماذا غير عمر كنية النبي صلى الله عليه وآله له بأبي المنذر ، وكناه أبا الطفيل مع أن أبا المنذر أحسن منها من عدة جهات ؟

فالجواب: أن عمر فعل ذلك إكراما لأم الطفيل زوجة أبي بن كعب ولعل السبب أنها كانت من حزب كعب الأحبار وعمر في التجسيم ، فعنها يروون حديث رؤية النبي صلى الله عليه وآله لربه على شكل شاب يلبس نعلين من ذهب ! كما تقدم في المسألة السابعة !

موقف عمر من أبي.. رغم هذه الشهادات !

لكن هذه الشهادات الضخمة من الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله بحق أبي وتسمية عمر له بسيد المسلمين ، لم تقنع عمر أن يأخذ عنه القرآن ويعتمد مصحفه رسميا للدولة ، مع شدة حاجة المسلمين إلى ذلك !

فقد روى البخاري:5/149: هذا الموقف الغريب لعمر: ( قال عمر: أقرؤنا أبي وأقضانا علي ، وإنا لندع من قول أبي ، وذاك أن أبيا يقول لا أدع شيئا سمعته من رسول الله(ص)وقد قال الله تعالى ما ننسخ من آية أو ننسؤها ) . انتهى.

(ورواه بتفاوت يسير:6/103، وأحمد:5/113 بثلاث روايات . وكنز العمال:2/592 وقال في مصادره ( خ ، ن ، وابن الأنباري في المصاحف ، قط في الإفراد، ك ، وأبو نعيم في المعرفة ، ق، الدلائل) ورواه الذهبي في سيره:1/391 و394 وتذكرة الحفاظ:1/20 وفي كثير من رواياته: (وإنا لندع من لحن أبي ، وفي بعضها : كثيرا من لحن أبي !!

ومعناه أن عمر يشهد بأن النبي صلى الله عليه وآله قد أمر المسلمين بأخذ القرآن عن أبي لأنه أقرأ الصحابة ، لكنه برأي عمر ليس أقرأهم ! لأنه يلحن ويغلط ولايعلم المنسوخ ! وعمر لايلحن ويعرف المنسوخ ، فيحق له أن يرفض قراءة أبي ، ويأمر المسلمين باتباعه هو وترك رأي أبي !!

عمر يضع حدا بطريقته لصراعه مع أبي بن كعب !!

Shafi 249