العقيدة في الله
العقيدة في الله
Mai Buga Littafi
دار النفائس للنشر والتوزيع
Lambar Fassara
الثانية عشر
Shekarar Bugawa
١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م
Inda aka buga
الأردن
Nau'ikan
بصيرًا متكلمًا عاقلًا واعيًا، فقد أمر الله الملائكة بالسجود لآدم حين ينفخ فيه الروح، وتدبّ فيه الحياة (فإذا سوَّيته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) [ص: ٧٢] .
وأخبرنا الله بالمكان الذي أسكنه فيه بعد خلقه (وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة) [البقرة: ٣٥] .
وبمجرد أن تمّ خلقه أخذ يتكلم ويفقه ما يقال له، ففي القرآن (وعلم آدم الأسماء كلها ثمَّ عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين - قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علَّمتنا إنك أنت العليم الحكيم - قال يا آدم أنبئهم بأسمائِهم) [البقرة: ٣١-٣٣] .
وفي حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: (لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس، فقال: الحمد لله، فحمد الله بإذنه، فقال له ربه: يرحمك الله يا آدم، اذهب إلى أولئك الملائكة - إلى ملأٍ منهم جلوسٌ فَقُل: السلام عليكم. قالوا: عليك السلام ورحمة الله..) . (١)
هذا الإنسان الأول هو آدم وهو أبو الناس كافة، وخلق الله من آدم زوجه حواء، (يا أيُّها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها) [النساء: ١] .
ولم يكن خلق الإنسان ناقصًا ثم اكتمل، كما يقول أصحاب نظرية التطوّر؛ بل كان كاملًا، ثمّ أخذ يتناقص الخلق، ففي الحديث الذي يرويه البخاري ومسلم في صحيحهما عن أبي هريرة ﵁ قال: (خلق الله آدم وطولُهُ: سِتّون ذراعًا) . (٢)
_________
(١) رواه الترمذي: مشكاة المصابيح ٢/٥٤٢، ورقمه: ٤٦٦٢. وقال محقق المشكاة: صححه الحاكم ووافقه الذهبي. وهو كما قالا.
(٢) صحيح البخاري: ٦/٣٦٢، ورقمه: ٣٣٢٦، ورواه مسلم في صحيحه: ٤/٢١٨٣، ورقمه: ٢٨٤١، واللفظ للبخاري.
1 / 95