العقيدة في الله

Omar Suleiman al-Ashqar d. 1433 AH
119

العقيدة في الله

العقيدة في الله

Mai Buga Littafi

دار النفائس للنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الثانية عشر

Shekarar Bugawa

١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م

Inda aka buga

الأردن

Nau'ikan

عِظَم العرش: وصف الله العرش بأنه عظيم (وربُّ العرش العظيم) [المؤمنون: ٨٦] . وقد بين الرسول ﷺ عظمة العرش بوجهين من البيان: الأول: بإخباره عن عظم الملائكة الذين يحملون العرش، ففي سنن أبي داود بإسناد صحيح إلى الرسول ﷺ: (أذن لي أن أحدّث عن ملك من ملائكة الله، من حملة العرش: ما بين شحمة أذنِهِ إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام) . (١) والوجه الثاني: بين الرسول عِظمَهُ بأن صوّر سعة العرش بالنسبة للسماوات والأرض، وصغرهما بالنسبة إليه، قال ﷺ: (ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي، كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة) . (٢) تمجيد الله نفسه باستوائه على العرش وأنه ربّ العرش: وقد امتدح الربّ نفسه بأنّه مستو على عرشه، كقوله (طه - ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى - إلاَّ تذكرةً لمن يخشى - تنزيلًا ممَّن خلق الأرض والسَّماوات الْعُلَى - الرَّحمن على العرش استوى) [طه: ١-٥] . وقوله: (هو الَّذي خلق السَّماوات والأرض في ستَّة أيام ثُمَّ استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السَّماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير) [الحديد: ٤] . وامتدح نفسه في أكثر من آية بأنه صاحب العرش (ذو العرش المجيد - فعَّالٌ لما يريد) [البروج: ١٥-١٦] (إذًا لابتغوا إلى ذِي العرش

(١) صحيح سنن أبي داود: ٣/٨٩٥، ورقمه: ٣٩٥٣. (٢) أخرجه محمد بن أبي شيبة في كتاب العرش، والبيهقي في الأسماء والصفات، وابن جرير وغيرهم، وهو صحيح بمجموع طرقه، انظر كلام الشيخ الألباني على إسناده في سلسلة الأحاديث الصحيحة، حديث رقم ١٠٩.

1 / 185