Al-Wajiz fi Fiqh al-Imam al-Shafi'i
الوجيز في فقه الإمام الشافعي
Editsa
علي معوض وعادل عبد الموجود
Mai Buga Littafi
شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
1418 AH
Inda aka buga
بيروت
Nau'ikan
إلى أمورٍ مجهولةٍ، وليس فيها أساسٌ للقياس ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ [الشورى ١١]؛ لذلك كَثْرَتْ فيها أغاليطُهُمْ وتخيُّلاَتُهُمْ، وجاءَتْ فلسفتُهُمْ فيها مجموعَ أوهامٍ وقياسَاتٍ وتخيُّلاتٍ وتخمينَاتٍ، وكان ذلك بطبيعةِ الحَالِ مدْعَاةً إلى خطٍ تصوُّراتهم عن الأمور الغيبيَّة التي لا تعرف إلا عَنْ طريقِ الشَّرْعِ المعْصُوم من الخطٍ))، ويقول عنها أيضاً: ((ويَظُنُّ أن التجمُّل بالكفر تقليدٌ يدلُّ عَلَى حُسْنِ رأيِهِ، ويُشْعِرُ بِفِطْنتِهِ وذكائِهِ؛ إذ يتحقَّق أن هؤلاءِ الَّذينَ يتشبَّه بهم من زُعَمَاء الفلاسفَةِ، ورؤسائِهِمْ بَرَاءٌ ممَّا عُرِفُوا به من جَحْدِ الشرائع، وأَنَّهم يؤمِنُونَ باللّه، ومصدِّقُونَ بُرُسلِهِ، وأنهم قد اختبطُوا في تفاصِيلَ بَعْدَ هذه الأصولِ، قد زَلُوا فَيها، فَضَلُوا، وأضَلُّوا عَنْ سواء السبيل)):
أما المسائلُ السَّبْعَ عَشْرَةَ الَّتِي بَدَّعَ فيها الطَّبِيعِيّينَ فهي:
مَذْهَبُهُمْ في أبدِيَّة العالَمِ.
قولُهُمْ أنَّ اللَّه صانعُ العَالَمِ، وأنَّ العالَمَ صُنْعُهُ.
طريقَتُهُمْ في إثباتِ الصَّانَعِ.
طريقَتُهُمْ في إقامَةِ الدَّليلِ عَلَى استحالَةِ إِلَّهَيْنِ.
مذهبُهُمْ في نَفْس الصِّفَات.
قولُهُمْ أنَّ ذاتَ الأوَّل لا تنقسمُ بالجنْسِ والفَصل.
قولُهُمْ أنَّ اللَّهَ موجودٌ بسيطٌ بلا ماهيَّةٍ.
قولُهُمْ أنَّ الأوَّل ليس بِجِسْمٍ.
القولُ بالدَّهْرِ، ونَفْسُ الصانع لازمٌ له.
قولُهُمْ بأنَّ الأوَّل يَعْلَمُ غَيْرَهُ.
قولُهُمْ بأنَّ يعْلَمُ ذاتَهُ.
قولُهُمْ أنَّ السَّمَاءَ حيوانٌ متحرِّكُ بالإرادةِ.
ما ذكَرُوهُ من الغَرَضِ المحرِّك للسَّمَاء.
قولُهُمْ أنَّ النّفُوسَ تَعْلَمُ جميعَ الجزئيّات.
قولُهُمْ بأَسْتحَالَة خَرْقِ العَادَات.
قولُهُمْ أنَّ نَفْس الإنسانِ جَوْهَرٌ قائمٌ بنفسه، وليس بجسْمٍ ولا عَرَضٍ.
قولُهُمْ بأستحالتِهِ عَلَى النُّفُوسِ البشريّةِ.
والمسائل التي كَفَّرَهُمْ فيها هي:
قولُهُمْ يِقِدَمِ العالَمِ.
إنكارُهُمْ علَّمَ اللَّهِ بالجزئيَّات.
إنكارُهُمْ بعْثَ وحَشْرَ الأجسادِ.
ثم يقولُ الغَزَّالِيُّ في كتابِ ((المُنْقِذِ من الضَّلال)): ((وهذه المسائلُ الثَّلاثُ لا تلائمُ الإسلام بوجْهٍ، ومعتَقِدُهَا معتقِدٌ كَذَبَ الأنبيَاءِ - صلوات الله عَلَيْهم وسلامه، وأنهم ذكَرُوا ما ذكَرُوهُ على سبيل
58