Al-Wajiz fi Fiqh al-Imam al-Shafi'i
الوجيز في فقه الإمام الشافعي
Bincike
علي معوض وعادل عبد الموجود
Mai Buga Littafi
شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
1418 AH
Inda aka buga
بيروت
Nau'ikan
وحكى السُّبْكِيُّ نسبة ((الغَزَّالِيِّ)) بالتشديد، أي: تشديد الزاي في ((الطبقات الوسطى)).
وللسيِّد مرتضى الزَّبِيدِيّ في هذه النسبة التي بالتشْدِيد استقصاءٌ طويلٌ في كتابه «إتْحَاف السَّادة المتَّقين»؛ حيث يقولُ فيه: ((قال صاحبُ ((تُحْفَةِ الإرشَاد))؛ نقلاً عن النوويِّ في ((دقائق الرَّوْضَة)): التشديد في الغَزَّاليِّ هو المعروفُ الذي ذكره ابن الأثير.
وإلى هذه النِّسْبة أيضاً ذهب الذَّهَبِيُّ في ((العِبَر))، وابنُ خَلْكَانَ في ((التاريخ))؛ حيثُ قالا: عادة أهل خُوَارَزْمَ وجُرْجَانَ يقولون: القَصَّارِيُّ والحَبَّاريُّ، بالياء فيهما، فنسبوه للغَزْلِ، وقالوا: الغَزَّالِيّ؛ ومثلُ ذلك الشَّخَامِيّ.
وأنكر ابنُ السَّمْعَانِيِّ التخفيفَ، وقال: سألتُ أهْلَ طُوس عن هذه القرية، فأنكَرُوها، وزيادةُ هذه الياء، قالوا: للتأكید.
أَصْلُ الإمام الغَزَاليِّ:
مثلما اختلف المحقّقون في نسبة الإمامِ الغَزَّالِيِّ، اختلفُوا أيْضاً في تحقيقِ أصْله إلى فريقَيْنِ:
الأوَّل: فريقٌ يرى أنه من أصلٍ عربيٍّ عريقٍ، ينتمي إلى السُّلَاَلَة العربيَّة التي دخلت بلادَ الفُرْسِ أيامَ الفتوحَاتِ الإسلاميَّة، وبالتحديد في بدايتها.
الثاني: فريقٌ يرى أنه من أصلٍ فارسيٍّ.
وتحقيقُ القوْلِ في هذه المسألة، سواءٌ كان عربيًّا أو فارسيًّا - لا يؤثِّر على قيمةِ الغَزَّالِيِّ، كإمامٍ ورائدٍ، ولا ينقصُ من قَدْرِهِ شيئاً؛ لأنَّ الشريعةَ الإسلاميَّة - كما هو مقرَّر في نصوصها - لا تتفاضَلُ بين النَّاسِ من هذه الزاوية، بل المقياسُ هو التقوَىُ والعَمَلُ الصَّالح.
ولاَدَتَهُ وَنَشْأَتُهُ:
وُلِدَ الإِمامِ الغَّالِيُّ - رضي الله عنه - في مدينة ((طُوس)) التابعةِ لولاية (خُرَاسَانَ)) في عامٍ خَمْسِينَ وأربعمائة هجريَّةً، وتسعةٍ وخمسينَ وألْفٍ ميلاديةً.
ولقد أثَّرِ أَبُوهُ - رضي الله عنه - في تَنْشِئَته.، وغَرْسِ القيم والمبادىء السليمة في نفْسِهِ منْذُ أن وَطِئَتْ قدمُهُ الأرْضَ. حكى السُّبْكِيُّ في ((طبقاته))، أن أباه كان فقيراً صالحاً، لا يأكل إلا من كَسْب يده في عمل غَزْلِ الصوفِ، ويطوف على المتفقِّهة، ويجالسهم، ويتوفَّر على خدمتهم، ويَجِدُّ في الإحسان إليهم، والنفقَةِ بما يمكنه، وأنه كان إذا سمع كلامهم، بكى، وتضرَّعَ، وسأل الله أن يرزقه ابناً، ويجعله فقيهاً، ويحضر مجالس الوَعْظِ، فإذا طاب وقْتُهُ، بكَى، وسأل الله أن يرزقَهُ أبناً واعظاً.
في هذا الجو الإيمانيِّ الصُّوفِيِّ نشأ الإمام الغَزَّالِيُّ، وهو يستنشق عَبِيرَ التصوُّف، وشذَا الفقْهِ، وأريجَ الإِيمَانِ، فتأثَّر بذلك تأثُّراً كبيراً، وأَنْعكَسَ على شخصيته العلميَّة والفقهيَّة فيما بعْدْ حتى صار إماماً لكل درب سلَكَهُ، ورائداً لكلِّ علم اختطَّهُ.
10