9

Informing about the Limits of the Principles of Islam

الإعلام بحدود قواعد الإسلام

Editsa

محمد صديق المنشاوى

Mai Buga Littafi

دار الفضيلة

Bugun

الأولى

Inda aka buga

القاهرة

شَىْءٌ، ثُمَّ يقول : أرجع عَامِى هذا فَأَشْرَبُ الخَمْر ، ثم أرجع فَأُسْلِم ، فيرجع فيموت قبل نهاية العام مُشْرِكاً .

فتأمَّل: كيف عُرِفَ طبيعة هذا الدِّين ، وأن لكلمة (لَا إِلهَ إِلَّا اللَّه) تكاليفها وتبعاتها ما ينبغى أن يعلنها على غِشّ ، ما ينبغى أن يعلنها وهو مُصِرّ على ما يكون ناقِضاً لها أو خَادِشاً ، فالدُّخُول فى الإسلام دخول يحمله العَبْد فى جملة تَعَالِيمِهِ .

فَمَاذَا فَهِمَ الْمُسْلِمُونَ اليومِ مِن مَعْنَى الشَّهَادَتَين ؟

وكذا لا قيمة لأعمال صَدَرَتْ من مُكَلَّف مهما كانت نافِعَة حتى تكون الشَّهَادتان سابقتين لهذه الأعمال ، وقد قال الرسول ﷺ لبنت حاتم الطَّائى الذى كان المثل فى الكَرَم والشَّجاعَة وغيرها من مكارم الأخلاق ، قال لها : ((لَوْ كَانَ أَبُوكِ يَشْهَدُ أَن لَا إِلهَ إِلَّا اللَّه لَتَرَحَّمْنَا عَلَيْهِ)) [ رواه البخارى] .

ويَتَفَاوَت المسلِمَون بتفَاؤُت تحصيلهم لمعَانِى الشَّهَادتين اعتقاداً وقَوْلاً وعَمَلًا، وتتباين مواقفهم يوم القيامة بتباين حَالِهِم فى الدُّنيا مع مقتضيات الشَّهَادَتين .

قال الإمام ابن القيم: اعلم أَنَّ أشِعَّة ((لَا إِلهَ إِلَّا اللَّه)) تُبَدِّد من ضَبَاب الذُّنُوب وغُيُومِهَا بِقَدْرِ قُوَّة ذلك الشُّعَاعِ وَضَعْفِهِ ، فلها نُورٌ وتَفَاوت أَهلها فى ذلك النُّورِ قُوَّة وضَعْفاً لا يُخْصِيهِ إِلَّا اللَّه تعالى:

فمن النَّاس: من نور هَذِهِ الكلمة فى قَلْبِهِ كالشَّمس .

ومنهم : من نورها فى قَلْبِهِ كالكَوْكَب الدُّرِّى .

ومنهم : من نورها فى قَلْبِهِ كالمشْعَل العَظِيم .

وآخر : كالسِّرَاج المُضِئ .

وآخر : كالسِّرَاجِ الضَّعِيف .

ولهذا تَظْهَر الأَنْوَار يوم القِيامة بأيمانهم ، وبين أيديهم على هذا

9