Informing about the Limits of the Principles of Islam
الإعلام بحدود قواعد الإسلام
Editsa
محمد صديق المنشاوى
Mai Buga Littafi
دار الفضيلة
Lambar Fassara
الأولى
Inda aka buga
القاهرة
وفى الحَجّ : قال القرآن الكريم: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ... ﴾(١).
وقال تعالى: ﴿لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ ... ﴾(٢)
وأصرح من ذلك ما أمر اللَّه به أبا الأنبياء إبراهيم عليه السلام بقوله: ﴿ وَأَذِّن فِى النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجِّ عَمِيقٍ﴾(٣).
وهذا يَدُلُّنَا على أهَمِّية هَذِهِ الأركان التى ما خَلَتْ الشَّرائع السّابقة منها ، إنما اشتملت عليها.
وأَوَّل ما عَرَضَهُ المؤَلِّف - رحمه اللَّه - بيان معنى الشَّهَادَتین ، وهُمَا رُكْنِ الإِسلام الأَعْظَم، ومفتاح الدُّخُول فيه ، والفَارقُ بين المسلم والكافر - ما لم تعرض ردة والعياذ باللّه - ونلمس من خلال العَرْض القَدِيم ما نُريد أن نُؤَكِّده حديثاً ، وهو أن كلمتى الشَّهَادة ليست ألفاظاً تُقَالٍ ، ولا دعوى يعرضها منتحل ، إنما هى اعتقاد بالقَلْب ، وقولٌ باللِّسان، وعملٌ بالجَوَارِحِ ، وتَظل هذه الكَلِمَة مُجَرَّد دَعوى حتى يُقَام عليها دَليلٌ من عَمَل ، وبُرْهَان من انْقِيَاد للشّرع ، بحيث تصدر أَعْمَال العَبْد كلَّها منبثقة من هذا الأَصل الأَصِيل.
ولَقَدْ كانَ الأوائِل من المسلمين وغيرهم يُدركُونَ هذا المعنى ، فهذا هُوَ الأَعْشَى الشَّاعِرِ الجاهِلى المشهُور يُريد الإسلام ، فيذهب لِيُعْلِنَهُ أمام رسول اللَّه ﷺ فَلَقِيَهِ نَفَرٌ من المشركين، فَيَسأَلُونَهُ عن مُرَادِه فَيُخْبِرُهُم ، فيقولون له : إِنَّ مُحَمَّداً يُحَرِّمُ الزِّنَا ، فَيَمْدَح هذا الدِّين، ويُخْبِرُونَهُ أنه يُحَرِّمُ الرَّبَا فيبش لهذا الأَمْر ويُظْهِر استحسانه، فيقُولُون له : إنه يُحَرِّمُ الخَمْرِ، فيقول: أَمَّا هَذِهِ ففى النَّفس منها
(١) سورة الحج ، الآية (٣٤ ). (٢) سورة الحج ، الآية (٦٧ ).
(٣) سورة الحج ، الآية (٢٧ ).
8