30

Al-Mu'tamad min Qadim Qawl al-Shafi'i 'ala al-Jadid

المعتمد من قديم قول الشافعي على الجديد

Mai Buga Littafi

دار عالم الكتب

Shekarar Bugawa

1417 AH

Inda aka buga

الرياض

بالظهور، وقتل عثمان رضي الله عنه، فكثرت الأحزاب والانتماءات، واتجه الناس إلى السياسة، وانشغلوا بالدنيا عن الدين، فظهرت فرق الشيعة والخوارج، ثم تمخض عن هاتين الفرقتين المعتزلة.

وقد بدأت هذه الفرق تأخذ مكانها وأهميتها على الساحة في إبان خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وفي إبان الحكم الأموي ثم استفحلت في زمن العباسيين، فأما الشيعة فهم الذين يدعون الموالاة لعلي ولا يزالون حتى الآن في العالم الإسلامي، ولهم طوائف وأفكار ومعتقدات، أقل ما يقال فيها أنها تخالف معتقدات وأفكار أهل السُّنة والجماعة.

وأما الخوارج فقد خرجوا على علي بن أبي طالب رضي الله عنه، واستمروا إلى زمن العباسيين، وقد انقسمت الخوارج على نفسها إلى سبع فرق، ولم يبق منها سوى الأباضية، وتوجد الآن في عمان وجنوب الجزائر.

وأما المعتزلة فليست فرقة تهتم بالسياسة، بل هي علمية كلامية تهتم بإخضاع الدين للعقل، لا أن يخضع العقل للدين، وتأويل النصوص لتتفق مع أهوائهم، ولقد استمرت إلى زمن العباسيين، حيث ازدادت أهميتها زمن المأمون والمعتصم والواثق بالله، إذ كان في زمنهم الوزراء وتمكين علمائهم من مناصب الدولة.

ولا ننس في هذه الفترة الفتنة العظمى، وهي فتنة القول بخلق القرآن التي ابتدعوها، وموقف الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في هذه الفتنة.

ومن هنا يلاحظ أن الفترة التي عاشها الشافعي رحمه الله كانت فترة تموج فيها الفتن والنزاعات والخلافات بسبب هذه الفرق ومما نجم عنها،

25