333

============================================================

الفن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة 333 من صلاح وخيرة، فكذلك ما فعله به صلاخ له وخيرة؛ إذهو مثله، ولو وجب أن يكون كفر الكافر يضر إحسان الله إليه أساءه وأن يكون غير صلاح. لو وجب أن يكون السيدلو عرض عبده لمكروه وبلاء فوقع العبد من ذلك التعريض موقعا حسنا وصار إلى نعمه أن يقلب ما صار إليه من الخير إساءة سيده إليه بتعريضه إياه لما عرضه له، فيجعل إحسانا وصلاحا وخيرا.

قالوا: وأكثر الحجج في أن خلق الله للكافر وتبليغه إياه أصلخ له ما قد ذكرناه في باب الأصلح من أن الله لا يفعل بعباده إلا أصلح الأشياء، ولا يدخر عنهم شيئا فيه نفعهم، ثم قد يجوز أن يكون منها أن اللة علم أنه لولم يخلقه ولم يبلغه لكفرث أمة من الأمم، أو لأرادث في كفرها، وأخربت البلاد، وأظهرت الفساد، أو علم أله يعتبرو به خلق فيؤمنوا أو يصيروا إلى الطاعة وينجوا من العذاب، فخلقه وأزاح علله وعرضه للثواب وأراد به الخير، وجمع في ذلك الصلاح له ولغيره؛ لأن الواجب في حكم الحكيم وجوده أن يقوم(1) بالصلاح، فأتبع هوائ واختار الكفر، وبدل نعمة الله كفرا. فسحقا له وبعدا!

قال: وكما أن كفر الكافر(2) ومصيره إلى النار لا يخرج تعريض الله إياه لما عرضه له وإبقاءه إياه وامتحانه من أن يكون ذلك أجمع حكمة وعدلا عند المجبرة وصلاحا ونفعا وحسن نظر عند أصحاب اللطف، فكذلك ليس يخرجه من أن يكون أصلح من غيره وأعلى وأنفع.

وقالت المجبرة والحشوية: إن خلق الله أكثر عباده ليضرهم ويعذبهم وهم أعداؤف وخلق أولياءه لينفعهم ويتيبهم.

(1) في الأصل: أن يقم.

(2) في الأصل: الكفر،

Shafi 333