286

============================================================

مقالات البلخي هذا إذا أخبر هؤلاء المخبرين عن أمر أحشوه، وأنه لسن يجوز اليقين بشيء مما غاب من الأمور بغير ما ذكرنا، وأجازوا أن تعلم الأجسام بالخبر عنها.

ل وقال إبراهيم النظام ومن قال بقوله ممن أبطل التواتر: إن الحجة فيما غاب من ذلك لن تقوم إلى الخبر الذي يضطر سامعة إلى أنه حق وصدق، ل وسواء كان المخبر بذلك كان واحدا أو جماعة أو كافرا أو فاسقا أو مؤمنا أو بالغا أو غير بالغ.

قالوا: وقديكون الخبر الذي يضطو خبر واحد، وقد يكون خبر جماعة.

وكان إبراهيم يقول: إن الأجسام لا تعرف بالخبر عنها، وإنما تعلم بأن تدرك بالحواس. وله في هذا الباب كلام يطول ذكره والاحتجاج له.

وأجاز أن تجتمع الجماعة الكثيرة على الكذب، قال: لأنهم قادرون على ذلك، من كان قبل أن كل واحد منهم على الانفراد قاد عليه، فاجتماغهم لا يغيزهم عن أحوالهم ولا يعجزهم، وما قدر عليه يوهم وجوده ولم يكن محالا.

وقال أبو الهذيل وهشام بن عمرو ومن ذهب مذهبهما: لن تقوم الحجة فيما غاب مما ذكرنا إلا بخبر عشرين، منهم واحد من أهل الجنة أو أكثر من واحد. وإن الأرض لن تخلو من جماعة هم أولياء الله معصومين لا يكذبون ولا يواقعون الكبائر هم الحجة، ولم يوجبوا بأخبار الكفار حجة ولا علما، وأجازوا أن تعلم الأجسام بالخبر عنها، وأن تكذب الجماعة وإن كثر عدذهم اذالم يكونوا أولياء.

Shafi 286