285

============================================================

الفن الرايع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة بما فيه من الأخبار عن الغيوب بما كان ويكون، ومنع الله العرب من أن يأتوا بمثله، فأما التأليف والنظم فقد كان يجوز أن يقدر الله عليه العباد لولا أن الله منعهم وأعجزهم بمنع وعجز وإحدائهما فيهم وقالت الرافضة في القدرة على الظلم بمثل قول إبراهيم، إلا أني أحسبهم لم يقولوا بمثل قوله في منع الله العباد عن أن يأتوا بمثله، بل أجازوا ذلك لأنهم أو أكثرهم يزعمون أن القرآن قد زيد فيه ونقص منه، وغيرث ألفاظه، واشتبه الأمر في ذلك على سامعيه وإن كانوا في غاية الفصاحة والعلم بجيد النظم ورديئه.

وقال قوم: إنه لم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم حجة على نبوته سوى نظم القرآن، وما نطق به القرآن من آياته، كمسيره إلى المسجد الأقصى، وأنكروا أن يكون سائر ما روي عنه من آياته كالدعاء بالشجرة وإجابتها إياه وكتكثير القليل من الطعام والشراب حجة له على ذلك أو آية.

القول في الحجة والخبر عن الأنبياء صلى الله عليهم، وعن آياتهم، وماسواها من الأمور العامة: قال جل المعتزلة وأكثر الأمة بأن الحجة فيما غاب عنها من آيات الأنبياء عليهم السلام وفيما سوى ذلك من الأخبار ما ينقله الجماعة التي لا تجوز عليها التواطؤ والاتفاق، والتي قد جرت العادات بأن مثلها لا يطرد عن جماعة مثلها إلا أن يضطر الأمر في ذلك بالخبر/ عنه؛ مؤمنين كانت الجماعات أو (1/59) كفارا أم فساقا.

قالوا: فإذا كان الخبر قد نقله هؤلاء وكان أوله كآخره ووسطه كطرفيه، فهو حجة على من سمعه.

Shafi 285