27

The Epistles and The Sects

المقالات والفرق

Editsa

محمد جواد مشكور

Mai Buga Littafi

مطبعة حيدري

Shekarar Bugawa

1341 AH

Inda aka buga

طهران

Nau'ikan

بسم الله الرحمن الرحيم

١ - الحمد لله المتوحّد بالقدم والأزليّة، الذي ليس له غاية في دوامه، ولا له أولية في أزليّته، أنشأ صنوف البريّة، لا من أصول كانت معه بديّه، جلّ عن اتّخاذ الصاحبة والأولاد، وتعالى عن مشاركة الأنداد، هو الباقي بغير مدة، والمنشىء لا بأعوان، لم يحتج فيما ذرأ إلى محاولة التفكير، ولا مزاولة مثال ولا تقدير، أحدث الخلق على صنوف من التخطيط والتصوير، لا برؤية ولا ضمير، سبق علمه في جميع الأمور، ونفذت مشيّته في كلّ ما يكون في الأزمنة والدهور، تفرد بصنعة الأشياء فاتقنها بلطائف التدبير، فسبحانه من لطيف خبير، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، لا تدركه الأبصار ولا يلحقه غاية ولا مقدار، لا يعزب عنه خافية من السرائر، ممّا تنطوي عليه القلوب وتجنّه الضمائر، ليس له في خليقته مماثل(١). [F1a]

٢ - أمّا بعد، فإن فرق الأمة كلّها المنشيعة وغيرها اختلفت في الإمامة في كلْ عصر ووقت كلّ إمام بعد وفاته وفي عصر حياته منذ قبض الله محمد صلي الله عليه وسلم ، وقد ذكرنا في كتابنا هذا ما يتناهى إلينا من فرقها وآرائها واختلافها وما حفظنا ممّا روى لنا من العلل التي من أجلها تفرقوا واختلفوا وما عرفنا في ذلك من تاريخ الأوقات وبالله التوفيق ومنه العون.

قبض رسول الله صلي الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول سنة عشر من الهجرة وهو ابن ثلاث

(١) هذه خطبة كتاب «المقالات والفرق وأسماؤها وصنوفها وألقابها» تصنيف سعد بن عبدالله أبي خلف الأشعري، أعني كتابنا هذا، ولكن النسخة ناقصة من هذا الموضع وقد سقطت منها بعض الأوراق. فإن ما أدرجناه في هذا الكتاب بعد هذا الموضع إلى آخر العدد «٣٣» هو مما نقلناه عن كتاب «فرق الشيعة» للنوبختي طبع النجف (المصحح).

2