197

المنصوري في الطب

المنصوري في الطب

ينبغي لمن عزم على سفر طويل أن يتقدم قبل ذلك إلى الفصد والإسهال لا سيما إن كان بعيد العهد بهما. فإن من سافر وبدنه غير نقي لم يكد يتخلص من الحميات، فإن تخلص منها في حالة تخلخل بدنه وسخافة جلده، لم يتخلص من الخراجات والبثور. وصنوف الأورام والنوازل. وينبغي أن يتدرج ويتأنى بنقل عاداته التي يلجأ إلى تغييرها في سفره من غذاء أو نوم أو حركة. فإن كان يحتاج في سفره إلى السهر، أخذ نفسه قبل ذلك باعتياد السهر قليلا قليلا ونقل وقت الغذاء إلى الوقت الذي يعلم أن فيه راحة في أيام سفر. وزاد في رياضته وحركته. وأخذ نفسه بالصبر على الجماع. وليتزود من الأدوية التي هو معتاد لها فيما مضى قبل سفره. ويقلل من الأغذية التي لم يعتد أكلها ببلده ولا يأكل منها البتة. وليجعل غذاءه طعاما كثير الإغذاء قليل الكمية. ولا يأكل إلى أن ينزل ويستريح. فإن كان ولا بد فليتلهن لقما ولا يأكل أكله التام ولا يستوفي شرابه إلا بعد نزوله. وليحترز عن البقول خاصة والفواكه الرطبة فإنها تملأ بطنه من غير كثير إغذاء وتولد فيه أخلاطا نية ورديئة إلا أنه يحتاج إليها في زمان حار فيأخذها على الشرائط التي وصفناها. وإن عرض أن تكون الحركة بالليل فلا ينبغي أن يتعشى لكن يؤخر الاستيفاء من الغذاء إلى الوقت الذي تطول فيه الراحة. ويجتنب ويحذر التخم والسير والحركة على امتلاء البطن. فإن ذلك يولد أمراضا وأوراما وخراجات. وليستحم متى قدر عليه.

في ما يدفع ضرر اختلاف الأمياه ورداءتها:

Shafi 293