المنصوري في الطب
المنصوري في الطب
Nau'ikan
الحمام يمكن أن يرطب به البدن وأن يجفف. ويحتاج إلى الترطيب به أصحاب الأبدان النحيفة اليابسة القحلة. وهؤلاء ينبغي أن لا يتعرقوا فيه بل يكونوا منه في مكان معتدل ويصبون فيه ماء حارا كثيرا ليكثر البخار الرطب حواليهم. ويصبون من الماء الحار المستلذ على أجسادهم وينتفعون فيه إلى أن ينتفخ الجسد ويربو قليلا. ثم ليمسكوا عن استعمال الماء الحار ويستعملون الماء البارد مرة واحدة وقتا يسيرا. ويتمرخوا بالدهن بعد ذلك. وأما من يريد التجفيف والتخفيف عن البدن فليكثر التعرق فيه والتدلك بدقيق الباقلي والحمص أو البورق أو الأشنان. ويدافع بالأكل بعد ذلك مدة طويلة. وليتدلك بدهن البنفسج وقد أقبل يتصبب. ومن منافع الحمام أنه يطري البدن ويفتح المسام ويجلي الأوساخ المرتكبة فيها ويخفف الامتلاء ويفش الرياح ويجلب النوم ويسكن الأوجاع ويرقق الأخلاط ويمنع من الخلفة ويذهب بالإعياء ويهيئ البدن للاغتذاء. ومن مضاره إنه يسقط القوة ويسخن القلب حتى أنه ربما جلب الغثي. ويهيج القيء ويجعل للمواد سبيلا إلى سرعة الانصباب. ولذلك ينبغي أن يجذر الحمام من به حمى أو قرحة أو فزع أو فسخ أو ورم. وليحذر دخوله على الشبع إلا من يريد السمن. ومن اضطر إلى دخوله على الشبع فليشرب بعد ذلك من السكنجبين أياما ويحذر الأغذية الغليظة ويلطف تدبيره.
في سحنة البدن المحمودة:
إنا لا نمدح البدن المفرط الخصب ولا البدن النحيف. لأن فرط خصب البدن مقرون بآفات كثيرة يسرع إليه منها عسر النفس والموت فجأة وانشقاق العروق والفتوق وصعوبة الحركة وقلة الإنجاب في التوليد. وأما الأبدان النحيفة فمستعدة للسل والدق ومبادرة للإسقاط وانحلال القوة في الأمراض وسريعة التأثر من الحر والبرد الخارجين عن الاعتدال. لكننا نمدح البدن الحسن اللحم المائل إلى الخصب قليلا. لأن هذا البدن بعيد من الآفات غير مستعد لها ولا مبادر إلى قبولها.
في السواك:
Shafi 222