201

Al-Hikmah fi Al-Da'wah ila Allah Ta'ala

الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى

Mai Buga Littafi

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٣هـ

Inda aka buga

المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

(جـ) وخرج أبو بكر ﵁ يشيع الجيش ويودع أسامة وجيشه، وأبو بكر يسير على قدميه، وأسامة راكبًا، فقال له أسامة: يا خليفة رسول الله، إما أن تركب، وإما أن أنزل، فقال أبو بكر: والله لست براكب ولست بنازل، وما علي أن أغبر قدمي ساعة في سبيل الله.
(د) واستأذن أبو بكر ﵁ من أسامة لعمر بن الخطاب وقد كان عمر من ضمن الجنود في جيش أسامة، فَأَذِنَ أسامة لعمر بن الخطاب - رضي الله عن الجميع - وأرضاهم.
فكان خروج أسامة إلى الروم بأرض الشام في ذلك الوقت من أكبر المصالح، فساروا لا يمرون بحي من أحياء العرب إلا أُرعبوا منهم وأخذهم الخوف والفزع، وقالوا: ما خرج هؤلاء القوم إلا وبهم شديدة، وسنتركهم حتى يلقوا الروم، فلقوا الروم فهزموهم وقتلوهم وبقوا أربعين يومًا - وقيل سبعين يومًا - ثم أتوا سالمين غانمين، وعندما رجعوا جهزهم أبو بكر مع الجيش لقتال أهل الردة ومانعي الزكاة (١).
الله أكبر ما أعظم هذا الموقف، وما أحكمه! فقد ظهرت حكمته وشجاعته وطاعته لرسول الله ﷺ، وهي سبب النصر والفلاح، وبتنفيذ هذا الجيش أدخل الله الرُّعب في قلوب المرتدين، واليهود، والنصارى وهذا كله بفضل الله، ثم بامتثال أمر رسول الله ﷺ بإنفاذ جيش أسامة زيد ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: ٦٣] (٢).

(١) انظر: تاريخ الإِمام الطبري ٢/ ٢٤٦، والكامل في التاريخ لابن الأثير ٢/ ٢٢٦، وتاريخ الإسلام للإِمام الذهبي - عهد الخلفاء الراشدين ص ١٩، والبداية والنهاية ٦/ ٣٠٤، ٣٠٥، وفتح الباري ٨/ ١٥٢، وتاريخ الخلفاء لجلال الدين السيوطي ص ٧٤، وحياة الصحابة للعلامة محمد يوسف الكاندهلوي ١/ ٤٢٣، ٤٢٥، ٤٢٧، والتاريخ الإِسلامي لمحمود شاكر ٣/ ٦٤.
(٢) سورة النور، الآية ٦٣.

1 / 219