200

Al-Hikmah fi Al-Da'wah ila Allah Ta'ala

الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى

Mai Buga Littafi

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٣هـ

Inda aka buga

المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

بعث النبي ﷺ أسامة بن زيد ﵄ في مرضه الذي توفي فيه (١) وندب الناس إلى غزو الروم، وكان تجهيز جيش أسامة قبل وفاة النبي ﷺ بيومين، وكان ذلك يوم السبت، وقد كان ابتداء ذلك قبل مرض النبي ﷺ، ثم اشتد به مرضه، فأمر بإنفاذ جيش أسامة، وتوفي ﷺ فَعَظُم الخطب، واشتد الحال، وظهر النفاق بالمدينة، وارتدت أحياء من العرب حول المدينة، وامتنع آخرون من دفع الزكاة، ولم يبق للجمعة مقام في بلد سوى مكة والمدينة، وكانت جواثا من البحرين أول قرية أقامت الجمعة بعد رجوع الناس إلى الحق؛ وثبتت ثقيف بالطائف على الإِسلام لم يرتدوا.
وعندما وقعت هذه الأمور أشار كثير من الناس على أبي بكر الصديق ألَّا ينفذ جيش أسامة لاحتياجه إليه فيما هو أهم؛ لأن ما جُهِّز بسببه في حال السلامة.
وكان من جملة من أشار بذلك عمر بن الخطاب ﵁، فامتنع الصديق من ذلك، وأَبى أشد الإِباء إلا أن ينفذ جيش أسامة، وقال كلمته العظيمة الحكيمة: والله لا أحل عقدة عقدها رسول الله ﷺ، ولو أن الطير تخطفنا والسّباع من حول المدينة، ولو أن الكلاب جرت بأرجل أمهات المؤمنين، لأُجَهِّزَنّ جيش أسامة، وأمر الحرس أن يكونوا حول المدينة.
(ب) ثم إن بعض الناس أشار على أبي بكر أن يولي أمر الجيش رجلًا أقدم سنًّا من أسامة؛ فغضب ﵁ لذلك؛ لأن الرسول ﷺ هوَ الذي أَمَّرَ أسامة على هذا الجيش، فلا يريد ﵁ أن يغير شيئًا فعله رسول الله ﷺ.

(١) انظر: البخاري مع الفتح، كتاب المغازي، باب بعث النبي ﷺ أسامة بن زيد ﵄ -٨/ ١٥١ - ١٥٢.

1 / 218