* المسألة الرابعة عشرة: طبقاتهم
الطبقات جمع طبقة، وهي في اللغة: المرتبة وَالمنزلة (^١). وتطلق في الاصطلاح على الجماعة الذين تشاركوا في السن، أو تقاربوا فيها، أو اشتركوا في الأخذ عن مشايخهم، أو في وصف عام يشملهم. وإنما سموا طبقة لأن لهم من رتبة السبق، أو التوسط، أو التأخر ما يحدد وصفهم، ويعين مرتبتهم (^٢). وإذا تميّز بعضهم عن بعض - مُيّزوا على طبقات فيما بينهم (^٣). والصحابة على منازل وطبقات بالإجماع (^٤)، واختلف أهل العلم في عدّ طبقاتهم وأصنافهم؛ لتعدد أنظارهم في الأسباب، والاعتبارات الداعية إلى جعلهم طبقة واحدة، أو أكثر.
فمن نظر إلى مطلق الصحبة، واللقي؛ لما حصل لهم بها من الشرف والفضل جعلهم طبقة واحدة كابن حبان (^٥). ومن نظر إلى مشاهدهم مع رسول الله ﷺ، وسبقهم إلى الإسلام، والهجرة