52

Ƙarshen Duniya

آخر الدنيا

Nau'ikan

وأخيرا جدا وبعد لأي جاء الليل، ولم يكد العشاء يولي والليل تتدعم أركانه، حتى طلبت من الغريب أن يسمعني. وأدرك بذكائه الفطري أني أعاني من أمر لا يحتمل، فاستمع لي وطال إصغاؤه، وتركني أفضفض، وسألني في النهاية عما أريد. وببساطة قلت له ما أريد ... قلت له إني أريد منه أن يكون أمينا معي، وأن ينفذ وعده ويحقق لي الأمنية التي دفعتني لترك حياتي ووضع نفسي تحت أمره. استمع لي أيضا، ثم سألني - وكأنه لا يعرف - ما أريده بالضبط.

فقلت: ما انت عارف ... عايز اقتل. - ما تقتل. - ما أعرفش إلا أما تعلمني. - القتل مش عايز علام. اللي عايز يقتل بيقتل.

هنا بدأت ألمح أنه سيعود إلى مراوغتي فاعتدلت أكثر، وبلهجة جادة أعني كل حرف فيها رحت أعيد قولي، وأطلب منه أن يساعدني على تحقيق أملي؛ لأحسم موقفي وأنضم نهائيا له، وأصبح ابن ليل بحق وحقيق. وإلا فمعنى هذا أنه يستصغر شأني، ويضحك علي، ويستبقيني لأقوم على خدمته.

وعض شفته السفلى تألما، وأغلق عينيه ثم عاد يفتحهما، ويقول: طيب ... عايز تبقى واد ابن ليل يعني، وتعمل حاجة ما يقدرش عليها أولاد الليل؟ ... اقتلني ... أنا بقولك جد ... أحسن ما المأمور يقتلني ... وآني خلاص زي ما قال سعد باشا آني انتهيت ... اقتلني ويبقي اسمك اللي قتلت الغريب.

ولولا أني أحسست أنه لا يهزل، وإنما يتكلم جادا؛ لثرت وتركته في الحال، ولم لا أقول إني فكرت في اقتراحه للحظة؟

ولكني هززت رأسي هزة يائس ... وسكت مغيظا لا أعرف ماذا أقول.

أما هو؛ فقد ابتسم وطبطب على كتفي بغير خشونة، وكأنه يطبطب علي بيد وردة وقال: طيب ... ما تزعلش ... حنخليك تقتل زي ما انت عايز، وتاخد الشهادة يا سيدي ... المدفع أهه ... وأول واحد بييجي عالكوبري سوا من الناحيادي أو الناحيادي ... اقتله.

وانتفضت واقفا من الفرحة انتفاضة خبطت رأسي في «كمرة» الكوبري الحديدية، وكادت تفقدني الوعي، وهتفت والألم يعصف بي: بتتكلم جد؟

قال: ما دام بتتكلم على الجد، فالحكاية معدش فيها هزار ... آني مبسوط منك لأنك أفندي كده ومتعلم وبتفهم كأنك ابني ... يمكن كان نفسي إني أبقى زيك، ولا يبقى ابني زيك، إنما ما دام انت عايز تبقى زيي أنا، ومش عاجبك تبقى تلميذ، فخلاص معدش هزار ... يا حتقتل أول واحد يفوت ... يا حاقتلك أنا ... وده مش كلام أفندية.

14

Shafi da ba'a sani ba