242

Labaran Lokaci da Wanda Ya Lalace Da Hadari Da Al'ajiban Kasashe Tare Da Mai Nutsewa A Ruwa Da Gina

أخبار الزمان و من أباده الحدثان و عجائب البلدان¶ والغامر بالماء والعمران

Nau'ikan

Tarihi

فرجع حايد حتى انتهى إلى الدابة فركبها ، فلما أهوت الشمس للغروب قذفت به في الموضع الذي ركبها فيه ، فأقبل حتى انتهى إلى عمران فوجده قد مات.

فأقام على قبره ثلاثا ، فأقبل شيخ متشبه بالناس أغر من السجود ، فبكى على عمران ثم أقبل إلى حايد فسلم عليه ، ثم قال له يا حايد ما الذي انتهى إليك من علم النيل؟ فأخبره ، فقال له الرجل هكذا نجده في الكتب.

وكان التفاح قد ظهر في تلك الشجرة من أحسن شيء ، فأغراه الشيخ وقال لحايد ألا تأكل منه شيئا؟ قال معي رزقي قد أعطيته من الجنة ونهيت أن لا أؤثر عليه شيئا من الدنيا ، قال صدقت يا حايد لا ينبغي لشيء من الجنة أن يؤثر عليه شيء من الدنيا ، وهل رأيت في الدنيا مثل هذا التفاح؟ وإنما هذه الشجرة أخرجها الله من الجنة لعمران ليعيش منها فأنبتها له في هذه الارض ، وليست من الدنيا وما تركها إلا لك ، ولو وليت لرفعت ، فلم يزل به حتى أخذ منها تفاحة فبعضه عليها عض الملك على يديه ، وقال له أتعرفه؟ هو الذي أخرج أباك من الجنة ، أما انه لو سلمت بهذا العنقود الذي معك لاكل منه أهل الدنيا فلم ينفد فهو الآن مجهودك ان يبلغك ، فكان مجهوده أن بلغه.

فأقبل حايد حتى بلغ مصر فأخبرهم بهذا الخبر ، ومات رحمه الله ، وتم الخبر الذي أثبته وليس من الام ، ورجع الكلام إلى حيث انقطع] (1).

وقال آخرون تنقسم هذه الانهار إلى اثنين وسبعين قسما ، حذاء اثنين وسبعين لسانا للامم المذكورة.

وقال آخرون إنما هذه الانهار من ثلوج تنزل في أيامها ، وتتكاثق هناك فتحملها حرارة الشمس مرة بلطف ومرة بقوة ، فتسيل إلى هذه الانهار ، فتسقي لما أراد الله جل وتعالى من تدبير خلقه.

ونرجع إلى ذكر الوليد لما بلغ جبل القمر رأى جبلا عظيما ، فأعمل الحيلة إلى أن صعد عليه ليرى ما خلفه فأشرف منه على البحر الاسود الزفتي النتن ، ونظر إلى النيل يجري عليه كالانهار الرقاق ، فأتته من ذلك البحر

Shafi 246