١ - حَدثنَا الشَّيْخ الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد الكتاني الصُّوفِي ﵁ فِي الْحجَّة سنة سِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة قَالَ حَدثنَا أَبُو الْقَاسِم تَمام بن مُحَمَّد بن عبد الله الرَّازِيّ قَالَ حَدثنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الربعِي قَالَ حَدثنَا أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن الْفَيْض بن مُحَمَّد الغساني قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ بْنِ يَحْيَى الْغَسَّانِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبى عَنهُ الْحسن بن عمار عَنهُ عَمْرو بن مرّة عَنهُ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ قَالَ أَتَى رَجُلٌ عَلِيًّا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا الْإِيمَانُ قَالَ الْإِيمَانُ عَلَى أَرْبَعِ دَعَائِمَ عَلَى الصَّبْرِ وَالْيَقِينِ وَالْعَدْلِ وَالْجِهَادِ وَالصَّبْرُ مِنْهَا عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ عَلَى الشَّوْقِ والشَّفَقِ وَالزَّهَادَةِ والتَّرَقُّبِ فَمَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ سَلَا عَنِ الشَّهَوَاتِ وَمَنْ أَشْفَقَ مِنَ النَّارِ رَجَعَ عَنِ الْحُرُمَاتِ وَمَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا هَانَتْ عَلَيْهِ الْمُصِيبَاتُ وَمَنِ ارْتَقَبَ الْمَوْتَ سَارَعَ إِلَى الْخَيْرَاتِ وَالْيَقِينُ مِنْهَا عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ عَلَى تَبْصِرَةِ الْفِطْنَةِ وَتَأَوُّلِ الْحِكْمَةِ وَمَوْعِظَةِ الْعِبْرَةِ وَسُنَّةِ الْأَوَّلِينَ فَمَنْ تَبَصَّرَ الْفِطْنَةَ تَأَوَّلَ الْحِكْمَةَ وَمَنْ تَأَوَّلَ الْحِكْمَةَ عَرَفَ الْعِبْرَةَ وَمَنْ عَرَفَ الْعِبْرَةَ كَأَنَّمَا كَانَ فِي الْأَوَّلِينَ وَالْعَدْلُ مِنْهَا عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ عَلَى غَامِضِ الْفَهْمِ وَزَهْرَةِ الْعِلْمِ وَرَوْضَةِ الْحِلْمِ وَشَرَائِعِ الْحِكَمِ فَمَنْ فَهِمَ فَسَّرَ جَمِيلَ الْعِلْمِ وَمَنْ عَلِمَ عَرَفَ
1 / 15
شَرَائِعَ الْحِكَمِ وَمَنْ حَلُمَ لَمْ يُفَرِّطْ أَمْرَهُ وَعَاشَ فِي النَّاسِ حميد وَالْجهَاد مِنْهَا على أَربع الَأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالصِّدْقِ فِي الْمَوَاطِنِ وَشَنَآنِ الْفَاسِقِينَ فَمَنْ أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ شَدَّ ظَهْرَ الْمُؤْمِنِ وَمَنْ نَهَى عَنِ الْمُنْكَرِ قَصَفَ ظَهْرَ الْفَاسِقِ وَمَنْ صَدَقَ فِي الْمَوَاطِنِ قَضَى مَا عَلَيْهِ وَمَنْ شَنِئَ الْفَاسِقِينَ وَغَضِبَ لِلَّهِ ﷿ غَضِبَ اللَّهُ لَهُ فَقَامَ الرَّجُلُ فَقَبَّلَ رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ صَدَقْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
٢ - قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ قَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ قَالَ اللَّهُ ﷿ كَفَى بِي لِعَبْدِي غِنًى إِذَا أَطَاعَنِي أَعْطَيْتُهُ قَبْلَ أَنْ يَسأَلَنِي وَاسْتَجَبْتُ لَهُ قَبْلَ أَنْ يَدْعُوَنِي وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا يُصْلِحُهُ مِنْهُ
٣ - قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ أَبِي الزَّرْقَاءِ الْمَوْصِلِيِّ قَالَ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ مَا يَأَتِي عَلَيَّ يَوُمٌ لَا أُرْمَى فِيهِ بِعَظِيمَةٍ إِلَّا عَدَدْتُهَا عَلَيَّ مِنَ اللَّهِ نِعْمَةً
٤ - قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ قَالَ عُمَرُ بن الْخطاب رَضِي الله عَن مَا مِنْ عَبْدٍ عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ نِعْمَةٌ إِلَّا وَلَهَا حَاسِدٌ وَلَوْ أَنَّ الْعَبْدَ أَقْوَمُ مِنْ قِدْحٍ لَوَجَدَ لَهُ غَامِزًا وَمَا ضَرَّتْ حِكْمَةٌ قَطُّ لَيْسَ لَهَا خَوَاطِبُ
1 / 16
٥ - قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ إِن اله تَعَالَى لَيَرْفَعُ الْمُؤْمِنَ فِي دَرَجِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ بِدُعَاءِ وَلَدِهِ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَطَّ لِلذُّنُوبِ مِنْ بِرِّ الْوَالِدَيْنِ
٦ - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ بَلَغَنَا عَنْ بَعْضِ أَهلِ الْعِلْمِ أَنَّ عِيسَى بن مَرْيَم قَالَ بِحَق أَقْوَال لَكُمْ يَا مَعْشَرَ الْحَوَارِيِّينَ لَا يَنَالُ أَحَدُكُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاءِ حَتَّى يَكُونَ كَالصَّنَمِ الَّذِي لَا يَفْرَحُ إِذَا حُمِدَ وَلَا يَحْزَنُ إِذَا ذُمَّ
٧ - وَبِهِ قَالَ حَدَّثَنِي بَعْضُ أهل الْعلم أَن عِيسَى بن مَرْيَمَ قَالَ يَا ابْنَ آدَمَ إِذا كَانَ الْقَلِيلُ الَّذِي يَكْفِيكَ لَا يُغْنِيكَ فَكَذَلِكَ الْكَثِيرُ الَّذِي يُغْنِيكَ لَا يَكْفِيكَ
٨ - وَبِهِ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ مَلِكًا مِنْ مُلُوكِ أَهْلِ دِمَشْقَ يُقَالُ لَهُ هَدَّادُ بْنُ هَدِّادٍ صَنَعَ طَعَامًا وَدَعَا إِلَيْهِ النَّاسَ وَكَانَ فِيمَنْ دَعَا عِيسَى الْمَسِيحُ ﵇ وَحَوَارِيِّيهِ فَقَالَ الْمَسِيحُ لِحَوَارِيِّيهِ لَا تَذْهَبُوا وَخَرَجَ بِهِمْ فَأَتَى بِهِمْ شَاطِئَ بَرَدَى فَأَخْرَجُوا كِسَرًا لَهُمْ فَجَعَلُوا يَبِلُّونَهَا فِي الْمَاءِ وَيَأْكُلُونَ فَقَالَ الْمَسِيحُ يَا مَعْشَرَ الْحَوَارِيِّينَ عَجَبًا لِلْمُلُوكِ وَمَا أُوتُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا وَمَا يُصْنَعُ بِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا مَعْشَرَ الْحَوَارِيِّينَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَطَحَ لَكُمُ الدُّنْيَا عَلَى وَجْهِهَا وَأَجْلَسَكُمْ عَلَى ظَهره فَلَيْسَ يُشَارِكُكُمْ فِيهَا إِلَّا الشَّيَاطِينُ وَالْمُلُوكُ فَأَمَّا الشَّيَاطِينُ فَاسْتَعِينُوا عَلَيْهِمْ بِالصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ وَأَمَّا الْمُلُوكُ فَدَعُوهُمْ وَالدُّنْيَا يَدَعُوكُمْ وَالْآخِرَةَ
٩ - وَبِهِ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ
1 / 17
أَرْبَعَةٌ لَا أَقْدِرُ عَلَى مُكَافَأَتِهِمْ وَلَوِ انْخَلَعْتُ لَهُمْ عَنْ مِثْلِ جَبَلِ مَكَّةَ عِقْيَانُهُ حَمْرَاءُ رَجُلٌ غَدَا عَلَيَّ أَوْ رَاحَ مُسَلِّمًا يَوْمًا مِنْ دَهْرِهِ أَوْ رَجُلٌ سَقَانِي شَرْبَةً مِنْ مَاءٍ عَلَى ظَمَأٍ أَوْ رَجُلٌ فَسَحَ لِي فِي مجَال عَلَى تَضَايُقٍ مِنْ أَهْلِهِ أَوْ رَجُلٌ نَزَلَتْ بِهِ نَازِلَةٌ مِنْ أَمْرِهِ فَبَاتَ يُجِيلُ الرَّأْيَ بِمَنْ يُنْزِلُهَا فَاعْتَمَدَنِي مِنْ بَيْنِ عِبَادِ اللَّهِ وَلَمْ يُقَصِّرْ دُونِي فَهَؤُلَاءِ أَرْبَعَةٌ لَا أَقْدِرُ لَهُمْ عَلَى مُكَافَأَةٍ إِلَّا أَنْ يُكَافِئَهُمُ اللَّهُ عَنِّي
١٠ - قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي أَنَّ رَجُلًا قَالَ كُنْتُ مُرَائِيًا فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ الْمَسْجِدَ وَآخِرَ مَنْ يَخْرُجُ مِنْهُ وَكُنْتُ ظَاهِرَ الْعِبَادَةِ وَالِاجْتِهَادِ فَكُنْتُ لَا أَمُرُّ عَلَى أَحَدٍ إِلَّا قَالَ مرائى فَأَقَمْتُ بِذَلِكَ سَنَتَيْنِ فَلَمْ أُدْرِكْ شَيْئًا مِمَّا أُحِبُّ فَقُمْتُ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ فَرَكَعْتُ رَكْعَاتٍ ثُمَّ قُلْتُ اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي قَدْ تَرَكْتُ مَا كُنْتُ فِيهِ مِنَ الرِّيَاءِ ثُمَّ أَدْلَجْتُ إِلَى الْمَسْجِد فمررت برجلَيْن فَقل أَحدهمَا هَذَا فلَان الرمائي فَقَالَ الْآخَرُ لَقَدْ تَرَكَ ذَلِكَ الْيَوْم
١١ - حَدثنَا إِبْرَهِيمُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ لما حضلات مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ الْوَفَاةُ جَمَعَ أَهْلَهُ فَقَالَ أَلَسْتُمْ أَهْلِي الَّذِينَ كَانَ كَدِّي وَمَتْعَبَتِيِ لَكُمْ قَالُوا بَلَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ با فدَاك اله قَالَ فَإِنَّ الْمَوْتَ قَدْ وَقَعَ فِي رِجْلِي فَبَكَوْا ثُمَّ رَنَّوْا ثُمَّ أَشَارَ إِلَيْهِمْ فَسَكَتُوا ثُمَّ أَمَرَهُمْ فَأَنْزَلُوهُ عَنْ فِرَاشِهِ وَجَعَلُوا يُنْزِلُونَهُ وَهُوَ يَقُولُ إِنَّكُمْ
1 / 18
لَتُقَلِّبُونَ رَجُلًا قَلِيبًا إِنْ خَلُصَتْ قَدَمَاهُ غَدًا مِنَ النَّارِ ثُمَّ أَلْصَقَ خَدَّهُ بِالْأَرْضِ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ اللَّهُمَّ إِنَّ رَحْمَتَكَ وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَلْتَسَعْنِي اللَّهُمَّ إِنَّ رَحْمَتَكَ لَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهَا حَتَّى مَاتَ
١٢ - قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ حَدثنَا أَبى هن جَدِّي قَالَ كَانَ إِبْرَاهِيمُ أَوَّلَ مَنِ اخْتَتَنَ وَأَوَّلَ مَنْ رَأَى الشَّيْبَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ قَالَ رَبِّ مَا هَذَا قَالَ اللَّهُ ﵎ هَذَا الْوَقَارُ قَالَ رَبِّ زِدْنِي وَقَارًا
١٣ - وَبَلَغَنَا أَنَّ سَبَبَ شَيْبِ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ إِسْحَاقَ كَانَ يَمْشِي مَعَهُ فَلَا يُعْرَفُ أَيُّهُمَا أَكْبَرُ إِلَّا مَنْ عَرَفَهُمَا وَكَانَ رُبمَا فدم عَلَيْهِ إِسْحَاقُ بِالتَّحِيَّةِ وَالسَّلَامِ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ اللَّهُ ﷿ فرق بَينهمَا بالشيب
١٤ - خدثنا إِبْرَاهِيمُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ جَدِّي عَنْ عَمْرَةَ ابْنَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ النَّاسُ أَهْلَ مُبَاشَرَةٍ لِلْأَعْمَالِ بِأَنْفُسِهِمْ فَأَنْكَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ رَائِحَتَهُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَأَمَرَهُمْ بِالْغُسْلِ لِذَلِكَ
١٥ - قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ لَمَّا نزل عبد الله ب ن عَليّ بلامسودة وحصروا دمشق اسْتَغَاثَ النَّاس بيحي بْنِ يَحْيَى فَسَأَلَهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ
1 / 19
لِيَأْخُذَ لَهُمْ أَمَانًا فَخَرَجَ إِلَى عبد الل بْنِ عَلِيٍّ فَلَمَّا سَأَلَهُ الْأَمَانَ لِأَهْلِ دِمَشْقَ أَجَابَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى ذَلِكَ فَاضْطَرَبَ بذلك فاضطرب بذلك الصَّوْت دحتى دَخَلَ الْمَدِينَةَ قَالَ النَّاسُ الْأَمَانُ الْأَمَانُ فَخَرَجَ عَلَى ذَلِكَ مِنَ الْمَدِينَةِ نَاسٌ كَثِيرٌ وَأَصْعَدُوا إِلَيْهِمْ من المسودة خلفا كَثِيرًا فَقَالَ لَهُ يَحْيَى اكْتُبْ لنا كتبا بِالْأَمَانِ الَّذِي جَعَلْتَهُ لَنَا فَدَعَا بداوة وَقِرْطَاسٍ ثُمَّ ضَرَبَ بِبَصَرِهِ نَحْوَ الْمَدِينَةِ فَإِذَا الْحَائِطُ قَدْ غَشِيَهُ الْمُسَوِّدَةُ فَقَالَ لِيَحْيَى نَحِّ هَذَا الْقِرْطَاسَ عَنِّي فَإِنِّي دَخَلْتُهَا قَسْرًا فَقَالَ لَهُ يَحْيَى لَا وَاللَّهِ وَلَكِنَّكَ دَخَلْتَهَا غَدْرًا لِأَنَّكَ جَعَلْتَ لَنَا أَمَانًا فَخَرَجَ عَلَيْهِ مَنْ خَرَجَ وَدَخَلَ عَلَيْهِ مَنْ دَخَلَ فَإِنْ كَانَ كَمَا تَقُولُ فَارْدُدْ رِجَالَكَ عَنْهَا وَارْدُدْنَا إِلَى مَدِينَتِنَا فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ إِنَّهُ وَاللَّهِ لَوْلَا مَا أَعْرِفُ مِنْ مَوَدَّتِكَ إِيَّانَا أَهْلَ الْبَيْت مَا استقبلتنى بِهَذَا فَقل لَهُ يَحْيَى إِنَّ اللَّهَ ﷿ جعلك من أهل الْبَيْت الْحَقِّ وَالرَّحْمَةِ وَالْبَرَكَةِ الَّذِينَ لَا يُعْرَفُ لَهُمْ وَلَا يُقْبَلُ مِنْهُمْ إِلَّا الع مل بِتَقْوَى اللَّهِ وَطَاعَتِهِ وَاعْلَمْ أَنَّ قَرَابَتَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ لَمْ تَزِدْ حَقَّ اللَّهِ عَلَيْكَ إِلَّا عِظَمًا ووجودبا وَلَمْ تَزِدِ النَّاسَ إِلَّا إِنْكَارًا لِلْمُنْكَرِ وَمَعْرِفَةً لِكُلِّ مَا وَافَقَ الْحَقَّ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ تَنَحَّ عَنِّي ثُمَّ نَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ فَقَالَ يَا غُلَامُ اذْهَبْ بِهِ إِلَى حُجْرَتِي تَخَوُّفًا عَلَيْهِ لِأَنَّهُ كَانَ عَلَيْهِ قَمِيصٌ أَبْيَضُ وَعِمَامَةٌ بَيْضَاءُ وَقَدْ سَوَّدَ النَّاسُ كُلُّهُمْ فَلَيْسَ يُرَى عَلَى أحد شَيْء من البيضا غَيْرِهِ ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ اذْهَبْ يَا غُلَامُ بِهَذَا الْعَلَمِ فَارْكُزْهُ فِي دَارِهِ وَنَادِ مَنْ دَخَلَ دَارَ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى فَهُوَ آمِنٌ فَلَمْ يُقْتَلْ فِيهَا أَحَدٌ وَلَا فِي الدّور الَّتِي احترقت بِهَا وَانْحَشَرُوا إِلَيْهَا فَسَلِمُوا
١٦ - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ
1 / 20
كَتَبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِلَى عب د الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فَبَدَأَ بِنَفْسِهِ فراعه ذَلِك ون أَنَّهُ قَدْ خَلَعَهُ فَقِيلَ لَهُ هَكَذَا كَانَ يَكْتُبُ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَنَظَرَ فِي كُتُبِهِ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَإِذَا هُوَ قَدْ كَانَ يَبْدَأُ بِنَفسِهِ
١٧ - خَاصَمَ إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ نَاسا من أهل الْقد فَقَالَ لَهُمْ إِسْحَاقُ إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَدْ كَانَ أَخَذَ نَاسًا يَرَوْنَ هَذَا الرَّأْيَ فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ فَقَالُوا كَيْفَ تَقُولُ هَذَا وَاللَّهِ مَا كَانَ هَذَا فِي زَمَانِ عُمَرَ فَقَالَ إِسْحَاقُ فَأَنَا بِكُلِّ دِينٍ أُحْدِثَ بَعْدَ عُمَرَ كَافِرٌ
١٨ - قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ قَالَ إِبْلِيسُ لِنُوحٍ يَا نُوحُ إِنَّكَ قَدْ دَعَوْتَ اللَّهَ عَلَى قَوْمٍ فَأَرَحْتَنِي مِنْهُمْ وَفَرَّغْتَنِي لِغَيْرِهِمْ وَلَكَ بِذَلِكَ عِنْدِي يَدٌ فَأَنَا أُعَلِّمُكَ خَمْسَ كَلِمَاتٍ فَأَوْحَى اللَّهُ ﷿ إِلَى نُوحٍ ﵇ أَنْ قل لَهُ يعلملك اثْنَتَيْنِ وَيَكُفُّ عَنْكَ ثَلَاثًا فَقَالَ لَهُ نُوحٌ عَلِّمْنِي اثْنَتَيْنِ وَاكْفُفْ عَنْ ثَلَاثٍ قَالَ لَهُ إِبْلِيسُ مَا هَذَا مِنْ قِبَلِكَ إِيَّاكَ والحسد فنك تعلم مكانى كَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَدَعَانِي الْحَسَدُ لِآدَمَ إِلَى أَنْ صِرْتُ شَيْطَانًا رَجِيمًا مَلْعُونًا وَإِيَّاكَ وَالطَّمَعَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعْطَى آدَمَ جَنَّةً عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ فَدَعَاهُ الطَّمَعُ فِي شَجَرَةٍ إِلَى أَنْ خَرَجَ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ
1 / 21
قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ وَقَعَتْ لر جلّ مئئة دينا فَعَرَّفَهَا فَقَالَ مَنْ وَجَدَهَا فَلَهُ عِشْرُونَ دَيْنَارًا فَأَقْبَلَ الَّذِي وَجَدَها فَقَالَ هَذَا مَالك فَأعْطِنِي الَّذِي ج علت لِي فَقَالَ صَاحِبُ الْمَالِ كَانَ مَالِي عشرُون ومئة دِينَار فاختصم اإِلَى فُضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ فَقَالَ فُضَالَةُ لِصَاحِبِ الْمَالِ أَلَيْسَ كَانَ مَالك عشلارين ومئة دِينَارٍ كَمَا تَذْكُرُ قَالَ بَلَى فَقَالَ لِلرَّجُلِ الَّذِي وَجَدَ الْمَالَ أَلَيْسَ الَّذِي وجدت مئة قَالَ بَلَى قَالَ فَاحْبِسْ هَذَا الْمَالَ وَلَا تَدْفَعْهُ إِلَيْهِ فَلَيْسَ بِمَالِهِ حَتَّى يَجِيءَ صَاحِبُهُ
٢٠ - قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ الْجَزَرِيِّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَرْوَانَ عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لَا يَرَى عَبْدٌ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يُؤْثِرَ الْحَقَّ حَيْثُ يَضُرُّهُ عَلَى الْبَاطِلِ حَيْثُ يَنْفَعُهُ وَحَتَّى يَتَّقِيَ من الْكَذِب مَا يتحد ث بِهِ غَيْرُهُ وَحَتَّى لَا تَعْدُوَ مقَالَته مُنْتَهى عمله
٢١ - قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى قَالَ جَلَسَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي بَيْتٍ أَخْضَرَ على وطاء عَلَيْهِ ثِيَابٌ خُضْرٌ ثُمَّ نَظَرَ إِلَى وَجْهِهِ فِي الْمِرْآةِ فَأَعْجَبَهُ شَبَابُهُ وَجَمَالُهُ فَقَالَ كَانَ مُحَمَّدٌ ﷺ نَبِيًّا وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ ﵁ صِدِّيقًا وَكَانَ
1 / 22
عُمَرُ ﵁ فَارُوقًا وَكَانَ عُثْمَانُ ﵁ حَيِيًّا وَكَانَ مُعَاوِيَةُ ﵁ حَلِيمًا وَكَانَ يَزِيدُ صَبُورًا وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ سَائِسًا وَكَانَ الْوَلَد جَبَّارًا وَأَنَا الْمَلِكُ الشَّابُّ فَمَا دَارَ عَلَيْهِ الشَّهْرُ حَتَّى هَلَكَ
٢٢ - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ لِرَوْحِ بْنِ زنباغ يَا أَبَا زُرْعَةَ قَدْ غَلَبَنِي الْوَلِيد بللحن وَسَأُظْهِرُ الْعَشِيَّةَ كَآبَةً فَسَلْنِي عَنْهَا وَدَعْنِي وَالْوَلِيدَ فَلَمَّا أُذِّنَ بِالْعِشَاءِ أَظْهَرَ كَآبَةً وَعِنْدَهُ الْوَلِيدُ وَسُلَيْمَانُ وَرَوْحٌ فَقَالَ لَهُ رَوْحٌ مَا هَذِهِ الْكَآبَةُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا يسوؤك اللَّهُ وَلَا يُرِيكَ مَكْرُوهًا قَالَ ذَكَرْتُ مَا فِي عُنُقِي مِنْ أَمْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَإِلَى مَنْ أصر أَمْرَهَا بَعْدِي فَقَالَ لَهُ رَوْحٌ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَأَيْنَ أَنْتَ عَنِ الْوَلِيدِ سَيِّدِ شَبَابِ الْعَرَبِ قَالَ يَا أَبَا زُرْعَةَ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَلِيَ الْعَرَبَ إِلَّا مَنْ يَتَكَلَّمُ بكلامها فَقَالَ الْوَلِيدُ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ وَجَمَعَ إِلَيْهِ أَصْحَابَ النَّحْوِ فَأَقَامَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ مَعَهم وَخرج وَهُوَ أَجْهَلُ بِالنَّحْوِ مِنْهُ يَوْمَ دَخَلَ فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ قَدِ اجْتَهَدَ وَأَعْذَرَ
٢٣ - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ لَمَّا حَضَرَ عَبْدَ الْمَلِكِ الْوَفَاةُ د عا الْوَلِيد فَقَالَ هَل يَا بُنَيَّ شَمِّرْ وَائْتَزِرْ وَالْبَسْ ج لد نمر وَلَا تعصر عَيْنَيْك فع الْأَمَةِ وَادْعُ النَّاسَ إِلَى الْبَيْعَةِ فَمَنْ قَالَ كَذَا فَقُلْ بِالسَّيْفِ كَذَا وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى ضَرْبِ الْعُنُقِ
1 / 23
٢٤ - قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ مَرَّ زِيَادُ بن سميَّة ابْن أَبِي سُفْيَانَ وَهُوَ وَالٍ عَلَى الْبَصْرَةِ بِأَبِي الْعُرْيَانِ الْمَخْزُومِيِّ وَهُوَ فِي مَجْلِسِ جَمَاعَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَهُوَ مكفوف البصؤ قَالَ أَبُو الْعُرْيَانِ مَا هَذِهِ الْجَلَبَةُ قَالُوا زِيَادُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ وَاللَّهِ مَا تَرَكَ أَبُو سُفْيَانَ إِلَّا يَزِيدَ وَمُعَاوِيَةَ وَعُتْبَةَ وَعَنْبَسَةَ وَحَنْظَلَةَ وَمُحَمَّدًا فَمِنْ أَيْنَ جَاءَ زِيَادٌ فَبَلَغَ مُعَاوِيَةَ كَلَامُهُ فَكَتَبَ إِلَى زِيَادٍ أَنْ سُدَّ عَنَّا وَعَنْكَ فَا هَذَا الْكَلْب فَأرْسل إِلَيْهِ زِيَاد بمئتى دِينَارٍ فَقَالَ أَبُو الْعُرْيَانِ وَصَلَ اللَّهُ ابْنَ أَخِي وَأَحْسَنَ جَزَاءَهُ قَالَ ثُمَّ مَرَّ بِهِ زِيَادٌ مِنَ الْغَدِ فَسَلَّمَ فَبَكَى أَبُو الْعُرْيَانِ فَقَالَ مَا يُبْكِيكَ قَالَ عَرَفْتُ جِرْمَ صَوْتِ أَبِي سُفْيَانَ فِي صَوت زِيَاد فَبلغ ذلم مُعَاوِيَة فَكتب إِلَيْهِ [من الْبَسِيط]
مَا لَبَّثَتْكَ الدَّنَانِيرُ الَّتِي رُشِيتَ ... أَن لونتك أَبَا الع رَيَّان أَلْوَانَا
أَمْسَى وَلَيْسَ زِيَادٌ فِي أَرُومَتِهِ ... ذِكْرًا وَأَصْبَحَ مَا يُمْرِيهِ عِرْفَانَا
لِلَّهِ دَرُّ زِيَادٍ لَوْ تَعَجَّلَهَا ... كَانَتْ لَهُ دُونَ مَا يخشاه قربانا
فَلَمَّا قرىء كتاب مُعَاوِيَة على أَبى الع رَيَّان قَالَ اكْتُبْ يَا غُلَام
[من الْبَسِيط]
1 / 24
أَحْدِثْ لَنَا صِلَةً تَغْنَى النُّفُوسُ بِهَا ... قَدْ كِدْتَ يَا ابْنَ أَبِي سُفْيَانَ تَنْسَانَا
أَمَّا زِيَادٌ فَلَا أَمْرِيهِ نِسْبَتَهُ ... وَلَا أُرِيدُ بِمَا حَاوَلْتُ بُهْتَانَا
مَنْ يُسْدِ خَيْرًا يُصِبْهُ حَيْثُ يَفْعَلُهُ ... أَوْ يُسْدِ شَرًّا يُصِبْهُ حَيْثُ مَا كَانَا
٢٥ - قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَنْ أَبِي الْجَلْدِ التَّمِيمِيِّ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فِي الخضراء وَبَين يَد يه كَانُونُ فِضَّةٍ يُوقَدُ فِيهِ بَالْعُودِ الْأَلَنْجُوجِ فَقُلْتُ زَادَكَ اللَّهُ فِي النِّعْمَةِ عِنْدِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ أَعْجَبَكَ مَا تَرَى يَا أَبَا الْجَلْدِ قُلْتُ إِي وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَتَمَّمَ اللَّهُ ذَلِكَ بِرِضْوَانِهِ وَالْجَنَّةِ قَالَ فَلَا يُعْجِبْكَ هَذَا ابْنُ هِنْدٍ مَلَكَ النَّاسَ أَرْبَعِينَ سَنَةً عِشْرِينَ سَنَةً أَمِيرا وَعشْرين سنة خَليفَة وهاهو ذَاكَ عَلَى قَبْرِهِ يَنْبُوتَتَانِ
٢٦ - وَبِهِ قَالَ كَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ كَثِيرًا مَا يَجْلِسُ إِلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ فِي مُؤَخَّرِ الْمَسْجِدِ بِدِمَشْقَ وَهُوَ خَلِيفَةٌ فَجَلَسَ إِلَيْهَا مَرَّةً مِنَ الْمِرَارِ فَقَالَتْ لَهُ يَا أَمِيرَ
1 / 25
الْمُؤْمِنِينَ بَلَغَنِي أَنَّكَ شَرِبْتَ الطِّلَا بَعْدَ الْعِبَادَةِ وَالنُّسُكِ قَالَ إِي وَاللَّهِ يَا أُمَّ الدَّرْدَاءِ وَالدِّمَاءُ قَدْ شَرِبْتُهَا ثُمَّ أَتَاهُ غُلَامٌ لَهُ كَانَ قَدْ بَعَثَهُ فِي حَاجَةٍ فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ فَقَالَ مَا حَبسك عَلَيْك لعنة الله فَقَالَت أُمُّ الدَّرْدَاءِ لَا تَفْعَلْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ لَا يدْخل الْجنَّة لعان
٢٧ - لَمَّا اسْتُخْلِفَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ طَلَبَ مِنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ شِرَى الْخَضْرَاءِ وَهِيَ دَارُ الْإِمَارَةِ بِدِمَشْقَ فَابْتَاعَهَا مِنْهُ بارعين أَلْفَ دِينَارٍ وَأَرْبَعِ ضِيَاعٍ بِأَرْبَعَةِ أَجْنَادِ الشَّامِ اخْتَارَهُنَّ فَاخْتَارَ مِنْ فِلِسْطِينَ عِمْوَاسَ وَمِنَ الْأُرْدُنِّ قَصْرَ خَالِدٍ وَمِنْ دِمَشْقَ أَنْدَرْكِيسَانَ وَمِنْ حمص دير زكى
٢٨ - لَمَّا بَنَى مُعَاوِيَةُ الْخَضْرَاءَ بِدِمَشْقَ وَهِيَ دَارُ الْإِمَارَةِ بَنَاهَا بِالطُّوبِ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهَا قَدِمَ عَلَيْهِ رَسُولُ مَلِكِ الرُّومِ فَنَظَرَ إِلَيْهَا فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ كَيْفَ تَرَى هَذَا الْبُنْيَانَ قَالَ أَمَّا أَعْلَاهُ فَلِلْعَصَافِيرِ وَأَمَّا أَسْفَلُهُ فَلِلْفَأْرِ قَالَ فنقضها مُعَاوِيَة وبناها بِالْحِجَارَةِ
1 / 26
٢٩ - قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ رَأَيْتُ أَوْ قَالَ أَخْبَرَنِي مَنْ رَأَى عُصْفُورًا أَعْمَى فِي بَعْضِ الْحِجَازِ فِي حَافِرِ حِمَارٍ مُجَوَّفٍ فَتَعَجَّبْتُ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ يَعِيشُ إِذْ سَمِعَ صَوْتَ زُنْبُورَةٍ فَلَمَّا أَحَسَّهَا العصفور تحرّك فَجَاءَت ح تى طَرَحَتْ فِي فِيهِ شَيْئًا ثُمَّ مَضَتْ
٣٠ - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ اللَّهُمَّ إِنَّ رِجَالًا أَطَاعُوكَ بِمَا أَمَرْتَهُمْ وَانْتَهَوْا عَمَّا نَهَيْتَهُمْ اللَّهُمَّ وَإِنَّ بِتَوْفِيقِكَ إِيَّاهُمْ قَبْلَ طَاعَتِهِمْ إِيَّاكَ فَوَفِّقْنِي
٣١ - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ دَخَلَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الْقَيْسِيُّ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بعد وَفَاة الْحجَّاج واكن يَزِيدُ دَمِيمًا قَصِيرًا فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ مَا جَاءَ بِكَ مَنِ اسْتَكْتَبَكَ وَمَنْ قَلَّدَكَ قَبَّحَكَ اللَّهُ فَقَالَ لَهُ يَزِيدُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَظَرْتَ إِلَيَّ وَقَدْ أَدْبَرَ أَمْرِي فَصَغُرَ فِي عَيْنِكَ مَا عظم مَا عَظُمَ فِي عَيْنِ غَيْرِكَ فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ أَتَرَى صَاحِبَكَ يَهْوِي بَعْدُ فِي النَّارِ أَمْ قَدِ اسْتَقَرَّ قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُ يُحْشَرُ غَدًا بَيْنَ أَبِيكَ وَأَخِيكَ فَضَعْهُمَا حَيْثُ شِئْتَ قَالَ ثُمَّ كَشَفَهُ سُلَيْمَانُ فَلَمْ يجد عَلَيْهِ خِيَانَة دنارا وَلَا دِرْهَمًا فَهَمَّ بِاسْتِكْتَابِهِ فَقَالَ لَهُ عمر بن عبد العزبز أُنْشِدُكَ اللَّهَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ تُحْيِيَ ذِكْرَ الْحَجَّاجِ بِاسْتِكْتَابِكَ كَاتِبَهُ فَقَالَ يَا أَبَا حَفْصٍ إِنِّي كَشَفْتُهُ فَلَمْ أَجِدْ عَلَيْهِ خِيَانَةً فَقَالَ عُمَرُ أَنَا أُوجِدُكَ مَنْ هُوَ أَعَفُّ عَنِ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ مِنْهُ فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ وَمَنْ هَذَا قَالَ إِبْلِيسُ مَا مَسَّ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا بِيَدِهِ وَقَدْ أَهْلَكَ هَذَا الْخَلْقَ فَتَرَكَهُ سُلَيْمَانُ
1 / 27
٣٢ - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ أَقْبَلَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي هِشَامِ بْنِ يَحْيَى فَقَالَ اكْتُبْ إِلَى مَالِكِ بْنِ دَلْهَمٍ إِلَى مِصْرَ يَسْتَعْمِلْنِي فَكَتَبَ لَهُ الْكِتَابَ فَلَمَّا عَنْوَنَهُ كَتَبَ مِنْ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى إِلَى مَالِكِ بْنِ دَلْهَمٍ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ مَا آخُذُ الْكِتَابَ حَتَّى تبأ بِمَالِكٍ فِي الْعُنْوَانِ فَقَالَ وَيْحَكَ هَذِهِ سَبِيلِي وَسَبِيلُ مَنْ أَكْتُبُ إلأيه فَأَبَى فَكَتَبَ لَهُ الَّذِي أَرَادَ فَلَمَّا ور عَلَى مَالِكٍ إِلَى مِصْرَ قَالَ مَا هَذَا كِتَابُهُ إِنَّهُ عَوَّدَنِي أَنْ يَبْدَأَ بِنَفْسِهِ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ قَدْ أَرَادَ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ فَأَنَا سَأَلْتُهُ هَذَا قَالَ لَسْتُ أَقْبَلُهُ حَتَّى تَرْجِعَ فَيَكْتُبَ بِخَطِّهِ فَرَجَعَ إِلَى أَبِي مِنْ مِصْرَ فَكَتَبَهُ وَابْتَدَأَ بِنَفسِهِ فَلَمَّا ورد الكتبا عَلَى مَالِكٍ قَالَ الْآنَ صَحَّ كِتَابُكَ فَوَلَّاهُ مَا أَرَادَ
٣٣ - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ خرَاش الحواشبي عَن أبان بن أَبى عَيْش عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وَأَنَا ابْنُ تِسْعٍ فَكَانَ يَبْعَثُنِي فِي حَاجَةٍ فَأَذْهَبُ فألعب مَعَ الصيبان ثُمَّ آتِيهِ فَلَا يُكْرِهُنِي وَلَا ينتهرني وَيَقُول لي يَا يني أَسْبِغْ وُضُوءَكَ يُزَدْ فِي عُمْرِكَ صلى قرابتك يكثر خيرك ومامسست شَيْئًا قَطُّ خَزًّا وَلَا غَيْرَهُ أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى اله عَلَيْهِ وَسلم
٣٤ - حَدثنَا إِ [راهيم بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ
1 / 28
خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ حَتَّى إِن أح دنا لَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ وَمَا فِينَا صَائِمٌ إلَّا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ
٣٥ - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي يَحْيَى بْنِ يَحْيَى قَالَ أَثْنَى رَجُلٌ عَلَى مَكْحُولٍ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ مَكْحُولٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ نِعْمَةٌ ظَهَرَتْ
٣٦ - حَدَّثَنَا ابْنُ الْفَيْضِ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنُ صَاعِدٍ الْفَقِيهُ الصُّورِيُّ بِصُورَ مِنْ شعره لنَفسِهِ من الطَّوِيل ... مَجَالُ قُلُوبِ الْعَارِفِينَ بِرَوْضَةٍ ... سَمَاوِيَّةٍ مِنْ دُونِهَا حُجُبُ الرَّبِّ ... ... مُعَسْكَرُهَا فِيهَا وَمَجْنَى ثِمَارِهَا ... تَنَسَّمُ رُوْحَ الْأُنْسِ بِاللَّهِ مِنْ قُرْبِ ... ... تَكَنَّفَهَا مِنْ عَالَمِ السِّرِّ حُبُّهُ ... فَلَوْلَا مَدَى الْآجَالِ ذَابَتْ مِنَ الْحُبِّ ... ... وأَنْشَقَهَا سُبْحَانَهُ رُوحَ قُرْبِهِ ... وَبَرْدَ نَسِيمٍ جَلَّ عَنْ مُنْتَهَى الْخَطْبِ ... ... وَأَرْوَى صَدَاهَا صِرْفُ كَاسَاتِ حُبِّهِ ... بِأَشْهَى مِنَ الْمَاذِيِّ بِالْبَارِدِ الْعَذْبِ ... ... فَيَا لَقُلُوبٍ قُرِّبَتْ فَتَقَرَّبَتْ ... فَحَلَّتْ مِنَ الْمَحْبُوبِ فِي أَقْرَبِ الْقُرْبِ ... ... رَضِيَهَا فَأَرْضَاهَا فَجَازَتْ مَدَى الرِّضَا ... وحلت من المحجوب فِي الْمَنْزِلِ الرَّحْبِ ... ... سَرَى سِرُّهَا بَيْنَ الْحَبِيبِ وَبَيْنَهَا ... فَأَضْحَى مَصُونًا عَن سوى الرب وَالْقَلْبِ ...
1 / 29
فَغَدَا عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الصُّورِيُّ وَسَعِيدٌ الْخَيَّاطُ وَأَبُو هِشَامٍ الْخَزَّازُ وَكَانُوا زُهَّادًا عُبَّادًا فَقَالُوا لَهُ يَا أَبَا الْحَسَنِ مَا هاذا الذى بلغنَا أَنَّك قلته قَالَ وَمَا هُوَ قُلْتَ ... مَجَالُ قُلُوبِ الْعَارِفِينَ بِرَوْضَةٍ ... سَمَاوِيَّةٍ مِنْ دُونِهَا حُجُبُ الرَّبِّ ... قَالَ لَا قُلْتُ مِنْ فَوْقِهَا حُجُبُ الرَّبِّ فَقَالَ لَهُمْ وَأَنَا أَسْمَعُهُ قَوْلَهُ لَهُمْ وَأَيُّ فَضِيلَةٍ لَهَا إِذَا كَانَ مِنْ دُونِ الْحُجُبِ إِنَّمَا فَضِيلَتُهَا إِذَا خَرَّقَتِ االحجب لِأَن اقوم أَخْلصُوا الْفِكر فَجَالَتْ فِكَرُهُمْ حَتَّى خرَّقَتِ الْحُجُبَ فَصَارَت ب الرَّوْضَة السَّمَاوِيَّةِ مِنْ فَوْقِ الْحُجُبِ فَقَالُوا لَهُ صَدَقْتَ
٣٧ - وَأَنْشَدَنِي أَحْمَدُ بْنُ صاعد لنَفسِهِ من الطَّوِيل ... أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ يَلِيقُ بِقَائِلٍ ... يَقُولُ إِذَا مَا اللَّيْلُ أَنْجُمُهُ تَسْرِي ... ... أَيَا مَنْ تَرَى جِسْمِي وَلَحْمِي وَأَعْظُمِي ... وَمَنْ حُبُّهُ مِنِّي مَلَا الْقَلْبِ وَالصَّدْرِ ... ... وَمَنْ لُطْفُهُ مَا لَسْتُ أَبْلُغُ كُنْهَهُ ... وَلَا حَدُّهُ الْأَجْزَاءُ مِنْ عَدَدِ الْقَطْرِ ... ... وَمَنْ هُوَ رَبَّانِي وَغَذَّى بِلُطْفِهِ ... وَجَلَّلَنِي بِاللُّطْفِ وَالْمَنِّ وَالسِّتْرِ ... ... وأَنْعَشَنِي مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ وَحَيْرَةٍ ... وَفَهَّمَنِي مِنْ بَعْدِ أَنْ كُنْتُ لَا أَدْرِي ... ... وَأَنْطَقَنِي مِنْ بَعْدِ عِيٍّ وَلُكْنَةٍ ... وَزَحْزَحَ بِالْأَعْذَارِ عَنْ حجتي عُذْري ... ... وعندك مِنْ مَكْنُونِ مَا خَصَّنِي بِهِ ... مصون عَظِيم التسر يَا لَكَ مِنْ سِتْرِ ... ... أَصُولُ بِهِ طَوْرًا وَأَفْخَرُ تَارَةً ... وَأَشْرُفُ أَحْيَانًا وَيَزْهُو بِهِ قَدْرِي ... ... وَأَخْتَالُ بِهِ طَوْرًا وَأَفْخَرُ تَارَةً ... وَأَشْرُفُ أَحْيَانًا وَيَزْهُو بِهِ قَدْرِي ... ... وَأَخْتَالُ فِي مَشْيِي بِهِ وَلِأَنَّهُ ... رَضِيَنِي لَهُ عَبْدًا وَأَبْسُمُ عَنْ ثَغْرِي ... ... أَلَا أَيْنَ مِثْلِي وَالسَّمَوَاتُ كُلُّهَا ... لَدَيَّ مَعَ الْأَرَضِينَ وَالْبَرِّ وَالْبَحْرِ ... ... أَلَا أَيْنَ مِثْلِي وَالْمَلَائِكُ جَمَّةٌ ... عَبِيدٌ لِرَبِّي خَاضِعِينَ لِذِي الْكِبْرِ ... ... أقلب ط رفي فِي الْبِلَادِ فَلَا أَرَى ... سِوَى مُلْكِ مَوْلَايَ لَدَى السَّهْلِ وَالْوَعْرِ ... ... أُرَاعِي سَوَادَ اللَّيْلِ أُنْسًا بِسَيِّدِي ... وشوقا إلأيه غَيْرَ مُسْتَكْرَهِ الصَّبْرِ ... ... وَلَكِنْ سُرُورًا دَائِمًا وَتَعَرُّضًا ... وَقَرْعًا لِبَابِ الرَّبِّ ذِي الْعِزِّ وَالْقَدْرِ ... ... رَضِيتُ بِعِلْمِ اللَّهِ فِيمَا أُسِرُّهُ ... مِنَ الْحُبِّ للجبار فِي الْقلب والصَّدْر ...
1 / 30
٣٨ - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ لَمَّا وَلَّانِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَوْصِلَ قدمتها مِنْ أَكْثَرِ الْبِلَادِ سَرَقًا وَنَقْبًا فَكَتَبْتُ إِلَى عُمَرَ أُعْلِمُهُ حَالَ الْبِلَادِ وَأَسْأَلُهُ آخُذُ النَّاسَ بِالظِّنَّةِ وَأَضْرِبُهُمْ عَلَى التُّهْمَةِ أَمْ آخُذُهُمْ بِالْبَيِّنَةِ وَمَا جَرَتْ عَلَيْهِ السُّنَّةُ فَكَتَبَ إِلَيَّ أَنْ آخُذَ النَّاسَّ بِالْبَيِّنَةِ وَمَا جرت عَلَيْهِ السنى فَإِنْ لَمْ يُصْلِحْهُمُ الْحَقُّ فَلَا أَصْلَحَهُمُ اللَّهُ قَالَ يَحْيَى فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَمَا خَرَجْتُ مِنَ الْمَوْصِلِ حَتَّى كَانَتْ مِنْ أَصْلَحِ الْبِلَادِ وَأَقَلِّهَا سَرَقًا وَنَقْبًا
٣٩ - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ دَخَلَ جَعْوَنَةُ بْنُ الْحَارِثِ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ لَهُ مر يَا جَعْوَنَةُ إِنِّي قَدْ وَمَقْتُكَ فإياك أَن أكقتك أَتَدْرِي مَا يُحِبُّ أَهْلُكَ مِنْكَ قَالَ يُحِبُّونَ صَلَاحِي قَالَ لَا وَلَكِنَّهُمْ يُحِبُّونَ مَا قَامَ لَهُمْ سَوَادُكَ وَأَكَلُوا فِي غِمَارِكَ وَبَرَّدُوا عَلَى ظَهْرِكَ فَاتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطْعِمْهُمْ إِلَّا طَيِّبًا
٤٠ - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِلَّيْثِ بْنِ أَبِي رُقِيَّةَ وَكَانَ كَاتِبَ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ الْكِنْدِيِّ عَامِلُ عُمَرَ عَلَى الْأُرْدُنِّ كَيْفَ قَضَى صَاحِبُكَ فِي الرَّجُلِ الَّذِي مَرَّ
1 / 31
وَيَحْمِلُ نَارًا فِي زَرْعٍ فَوَقَعَتْ جَمْرَةٌ فَأَحْرَقَتِ الزَّرْعَ قَالَ قَضَى عَلَيْهِ بِقِيمَةِ الزَّرْعِ قَالَ بِئْسَمَا قَضَى صَاحِبُكَ النَّارُ عَجْمَاءُ وَالْعَجْمَاءُ جُبَارٌ
٤١ - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ كُنْتُ أَنَا وَابْنُ أَبِي زَكَرِيَّا بِبَابِ عُمَرَ فَسَمِعْنَا بُكَاءً فِي دَارِهِ فَسَأَلْنَا فَقَالُوا خَيَّرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ امْرَأَتَهُ بَيْنَ أَنْ تُقِيمَ فِي مَنْزِلِهَا عَلَى حَالِهَا وَأَعْلَمَهَا أَنَّهُ قَدْ شُغِلَ لِمَا فِي عُنُقِهِ عَنِ النِّسَاءِ وَبَيْنَ أَنْ تَلْحَقَ بِمَنْزِلِ أَبِيهَا فَبَكَتْ فَبَكَى جَوَارِيهَا
٤٢ - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ كَانَت بنة عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ امْرَأَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ جَارِيَةٌ تعجب عمر فَلَا صَار إِلَى مَا صَار إلأيه زَيَّنَتْهَا فَاطِمَةُ وَطَيَّبَتْهَا وبَعَثَتْ بِهَا إِلَيْهِ وَقَالَتْ إِنِّي قَدْ كُنْتُ أعمل أَنَّهَا تُعْجِبُكَ وَقَدْ وَهَبْتُهَا لَكَ فَتَنَاوَلْ مِنْهَا حَاجَتَكَ فَلَمَّا جَاءَتْ قَال لَهَا عُمَرُ اجْلِسِي يَا جَارِيَة فو الله مَا شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيَا كَانَ أَعْجَبَ إِلَيَّ مِنْكِ أَنْ أَنَالَهُ فَأَخْبِرِينِي بِقِصَّتِكِ وَمَا كَانَ سَبَبُكِ قَالَت كنت جَارِيَة مِنَ الْبَرْبَرِ جَنَى أَبِي جِنَايَةً فَهَرَبَ مِنْ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ عَامِلِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى إِفْرِيقِيَّةَ فَأَخَذَنِي مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ فَبَعَثَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ فَوَهَبَنِي عَبْدُ الْملك لفا ط مة فَبَعَثَتْ بِي فَاطِمَةُ إِلَيْكَ
1 / 32
فَقَالَ عُمَرُ كِدْنَا وَاللَّهِ نُفْتَضَحُ فَجَهَّزَهَا وَبَعَثَ بِهَا إِلَى أَهْلِهَا
٤٣ - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ سَمَرْنَا لَيْلَةً عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَتَنَاوَلَ قُلَنْسِيَةً عَنْ رَأْسِهِ بَيْضَاءَ مُضَرِّبَةً فَقَالَ كَمْ تَرَوْنَهَا تُسَاوِي قُلْنَا دِرْهَمٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ وَاللَّهِ مَا أَظُنُّهَا مِنْ حَلَالٍ
٤٤ - حَدَّثَنَا أَبِي الْفَيْضُ بْنُ مُحَمَّدٍ ﵀ قَالَ كَانَتْ عَجُوزٌ من عجائزنا تقْرَأ القر آن وَكَانَت لثغاء فَقلت لَهَا با أمة الر حمن أَي شَيْء يشْتَد عَلَيْهِ من الْقُرْآن إِذا قرأته قَالَت الذى طروا يُوسُفَ فِيهِ قَالَ وَكَانَتْ تَجْعَلُ مَوْضِعَ الْجِيمِ زَايًا فَتَقُولُ الزُّبَّ
٤٥ - وَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ كَانَ عَطَّافٌ الْمعلم صَبيا يَقُول ﴿وَالْعَادِيات ضَبْحًا﴾ فَيَقُول الوعاديات دبح احَتَّى إِذَا أَعْيَاهُ ضَرَبَ بِأَسْفَلِ اللَّوْحِ نَحْرَهُ فَقَالَ يَا مُعَلِّمُ ضَبَحْتَنِي ضَبَحْتَنِي قَالَ فَأَيْنَ كَانَ هَذَا الْكَلَامُ مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ ياكدا وَكَذَا
٤٦ - حَدثنِي أَبُو الْفَتْح مُظَفَّرُ بْنُ مُرَجَّى قَالَ جَاءَ إِلَى إِسْحَاق ب ن أَبِي إِسْرَائِيلَ فَقَالَ يَا أَبَا يَعْقُوبَ أَقَنَتَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ قَالَ نَعَمْ وَلَعَنَ فِي الْقُنُوتِ جَدَّكَ
1 / 33
وَكَانَ الرَّجُلُ الَّذِي سَأَلَهُ مِنْ وَلَدِ أَبِي مُوسَى
٤٧ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن عَليّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ الْكُوفِيُّ قَالَ كُنَّا نُصَلِّي وَرَاءَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى الْعَبْسِيِّ فِي مَسْجِدِهِ وَكَانَ إِذَا قَرَأَ سَمِعْنَا وَقْعَ الدُّمُوعِ على الْحَصِير
٤٨ - وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ قَالَ سَأَلْتُ ابْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى فَقَلْتُ أَيْشٍ يَعْمَلُ أَبُوكَ بِاللَّيْلِ فَقَالَ يَنُوحُ إِلَى الصَّبَاحِ
٤٩ - قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْوَاسِطِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو وَهْبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ عِنْ ثَابِتٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي طَلْحَةَ أَنّ النَّبِيَّ ﷺ ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ فَقَالَ عِنْدَ ذَبْحِ الْأَوَّلِ عَنْ مُحَمَّدٍ وَعَنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَقَالَ عِنْدَ ذَبْحِ الثَّانِي عَنْ مَنْ آمَنَ بِي وَصَدَّقَنِي مِنْ أُمَّتِي
٥٠ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ جَرَّادٍ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ عَنْ رَجَاءَ بْنِ حَيْوَةَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ
٥١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ حَدَّثَنَا صِلَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْعَطَّارُ
1 / 34