مولده: بمدينة الروضة من أعمال صنعاء سنة 1279 تسع وسبعين ومائتين وألف ونشأ بها وبصنعاء، فأخذ عن إمام القراء السيد علي بن أحمد الشرفي الحسني، والسيد عبد الكريم بن عبد الله أبو طالب الحسني، والسيد زيد بن أحمد الكبسي الصنعاني، والقاضي محمد بن أحمد العراسي، والقاضي علي بن حسين المغربي، والفقيه عبد الرزاق بن محسن الرقيحي وغيرهم. وكان عالما متفننا فاضلا شيخا في علوم القرآن، حافظا للقراءات السبع، محققا للنحو والمعاني والحديث والفقه والفرائض، شاعرا بليغا، حسن الأخلاق، متواضعا. هاجر عن وطنه الروضة إلى الإمام المنصور بالله محمد بن يحيى حميد الدين، فكان من أعيان أهل حضرته وتولى له القضاء ببلاد لاعة، ثم تولى القضاء لخليفة العصر المتوكل على الله يحيى أيده الله بمدينة ذمار مدة، ثم لازم مقامه بمحروس القفلة، ونسخ بخطه بعض الكتب النافعة. ومن شعره قصيدة أجاب بها على سؤال القاضي محمد بن عبد الملك الآنسي في شأن رؤية الزهر والخضرة منها:
هذا الربيع غصونه وزهوره ... مرئية ولكل راء منظر
لا فضل كل حاز وصفا ظاهرا ... ومحاسنا طال المدى أو يقصر
فالزهر أنور والخدود مشابه ... فيه الروائح قد تفوح وتعطر
والغصن ما أحلاه قدا أخضرا ... والزهر يعلو والرياح تخطر..إلخ
وقد ذكر من أشعاره فيما مر. ومات في يوم 26 شهر صفر سنة 1326ست وعشرين وثلاثمائة وألف مهاجرا بجبل الأهنوم. رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين.
وقلت في لامية النبلاء المطبوعة:
في هنوم مات بالأيام من صفر ... الحافظ الحسن النحرير نجل علي
وكان علامة عبادة وتقيا ... مقرئا حاكما يجلو دجى الجدل وشاعرا ناثرا حفاظة فطنا ... مهاجرا راجيا للفوز بالنزل
Shafi 169