162

Shugabannin Yemen a Karni na Sha Hudu

أئمة اليمن الاحتياط

Nau'ikan

كان من أعتى وأطغى قواد الجنود التركية في بعض أعوام ولاية أحمد فيضي على اليمن وفي غيرها زكريا باشا، وكانت بينه وبين الشيخ علي المقداد في البلاد الآنسية جنوبا من صنعاء من بعد سنة 1310عشر إلى نحو 1320 عشرين المعارك العديدة، واستمرت مطاردته للمقداد إلى جملة من القرى في بلاد آنس مدة طائلة، كان إذا بلغه وصول المقداد إلى أي قرية سارع إليها بالجنود التركية والمدافع فتكون بينهم المعارك العظيمة، ثم يفر المقداد ومن معه عن القرية فيدخلها زكريا ويفتك بأهلها الفتك الفظيع ويخرب دورها وينهبون ما فيها من كل شيء للرعية، وكان هذا الفعل الفظيع في عدة من المحلات الآنسية، ثم أصيب زكريا في بعض تلك الحروب برصاصة في يده فوصل إلى صنعاء في نحو سنة 1320 عشرين ورفع إلى الباب العالي بالاستانة بعض أعداء زكريا باشا من مأموري الأتراك أعماله باليمن، وقيل إن الذي رفع بها مدير ناحية عتمة المعتوق بلال أفندي من أقارب رئيس مماليك السلطان عبد الحميد، فصدر الأمر بمحاكمة زكريا في صنعاء، ثم كان نزع سيفه وبقي بصنعاء كالمغضوب عليه مدة، ثم قضت سياسة بعض المخذولين من أمراء الأتراك المحصورين بصنعاء في شهر ذي الحجة سنة 1323 اثنتين وعشرين بإخراجه من صنعاء على رأس القوة التي أوصلها من مكة في ذلك الشهر غالب باشا لفك الحصار عن صنعاء، فخرج بها في اليوم الثاني من وصولها زكريا باشا على من في جراف صنعاء والروضة من أصحاب الإمام، فدامت الحرب بينهم عشرين يوما كان فيها من زكريا والأتراك الفتك الذريع بكل من ظفروا به في الروضة من الضعفاء والعاجزين عن الفرار وقطع رؤوسهم وإرسال نحو ثلاثين رأسا منها إلى صنعاء وإخرابهم منارة جامع الروضة والكثير من دور بعض أهل صنعاء فيها بالمدافع وإحراق بعض البيوت بالنار وقطع معظم أشجار العنب.

وما بقيت حول الرياض محلة ... بغير أناس هاربين من الشر

ثم كان رجوع زكريا والأتراك صنعاء، وبعد تسليمهم صنعاء إلى الإمام سار زكريا معهم وشاهده جماعة من العارفين له باليمن وهو بالاستانة فيما لا مزيد عليه من الهوان والذلة والفقر وقد حكم عليه بالطرد والإبعاد حتى كان يلتقط من أبواب المقاهي والدكاكين ونحوها بالاستانة ما يرجمه الناس إلى الأرض من بقية سيكارة لينتفع بما بقي فيها من النتن ونحو هذا من الخزي العظيم كما أخبر غير واحد من الخبراء (وكذلك نولى بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون). ولا ظالم إلا ويبلى بظالم، فهؤلاء الثلاثة القواد الأتراك من أشهر القواد الذين قاتلهم أهل اليمن في الثلث الأول من هذا القرن الرابع عشر للهجرة.

وفيات النبلاء والأعلام بهذا العام

حسن علي العريض الروضي الأهنومي

القاضي العلامة المقرئ الحسن بن علي بن محسن العريض الحاشدي الروضي ث الأهنومي.

Shafi 168