ولم يستطع صلاح أن يجد عمه في العيادة يوم انتهى من الامتحان، وسافر إلى الإسكندرية، وعرف النتيجة، والتحق بالكلية، وعرف أسماء الأساتذة. وأحس أنه تأخر عن زيارة عمه، فقصد إليه بعد أسبوع من الدراسة كان مشغولا فيه بالتعرف على الحياة الجامعية الجديدة عليه.
ماذا يدبر القدر؟ ما الذي أتى بعديلة هنا؟ ومن هذا الذي بجانبها؟ أيسلم عليها؟ وكيف؟ إنها تعرفه فقد رأته مدة الأسبوع كله وهو يحملق فيها. جمع أطراف شجاعته: مساء الخير يا آنسة عديلة، أنا زميلك صلاح سباعي وهدان. - مساء الخير، أهلا وسهلا، هذا أبي.
وقال الأب وهو يحاول أن يرغم نفسه على تقبل الأوضاع الجديدة للشباب: أهلا يا بني، مساء الخير.
وأبى صلاح أن يفوت الفرصة: خيرا، ماذا تفعلين هنا؟ - أبي متعب قليلا. - وهل البك الوالد من زبائن الدكتور خليل؟
قال الأب في اختصار من يريد أن ينهي الحديث: نعم.
وقال صلاح في دهشة: هذا شرف لنا كبير.
ودهش الأب لحظة ثم قال: ما اسمك قلت؟
وابتسم صلاح وقال: نعم، وهدان جدي هو والد الدكتور خليل وهدان.
وابتسم الأب، وأحس بنوع من هدوء بعد بوادر ثورة من غضب: أهلا يا بني، ونعم الناس. أنا أعرف عمك منذ بدأ اشتغاله بمهنة الطب. كنت أنا موظفا صغيرا لا أحتمل أجر الدكاترة الكبار، ودلني عليه أحد الزملاء. ونعم الناس يا بني. - سلامتك يا عمي. - والله يا بني الكبد.
ووجد صلاح نفسه قد نجح نجاحا باهرا؛ فليس أحب للمريض من أن يروي عن مرضه ويجد من يسمع له.
Shafi da ba'a sani ba