وفجأة ومضت في ذهن سباعي فكرة لم تكن خطرت له على بال. - أنت تلعب مع من طول السنة؟ - مع أصحابي في المدرسة، ومع عمر ابن عمتي.
وهنا فقط تدخلت قدرية في الحديث: الله يخليها عابدة، لا تتركني ليلا ولا نهارا، أما ياسين أفندي فلا بد أن تقدم له هدية عظيمة، إنه يعامل صلاح كأنه ابنه عمر وزيادة، لا يشغله شيء في الدنيا أن يعطيهما كل يوم الدرس، ويراجع معهما دروس المدرسة، فإذا أحسن صلاح الإجابة أعطاه مكافأة من النعناع والملبس والشيكولاتة التي لا يخلو منها درجه أبدا.
والتفت سباعي إلى صلاح. - مبسوط منك عمك ياسين يا صلاح؟ - كل يوم آخذ أنا النعناع والملبس والشيكولاتة، وعمر لا يأخذ. - أنت أشطر من عمر؟ - بزمان.
وقال سباعي: ما رأيك أن تذهب أنت وعمر وعمتك عابدة وعمك ياسين إلى الإسكندرية لتصيفوا هناك؟
والتفت إلى قدرية وقال لها: وتكون هذه هي هديتنا إلى ياسين وعائلته.
وقبل أن تجيب قدرية يقول صلاح: ما الإسكندرية هذه يا بابا؟ أنا لم أرها عمري.
ويقول الأب في سخرية: والله يا ابني ولا أنا، ولكن ماذا أفعل؟ الغلبة لها أحكام.
وتقول قدرية وهي مترددة في السؤال وكأنها تعرف الإجابة: لماذا لا تريد صلاح أن يذهب إلى البلد ؟ - أريده بعيدا عنها. - ألا ينبغي أن يتصل بالأرض؟ - ليس الآن، حين يكبر.
وفي خوف ولعثمة قالت قدرية: إذا كنت لا تريده أن يعرف ما تفعله فلماذا تفعله؟
وفي حسم قال: أنت التي تقولين هذا يا بنت عز الدين الخولي؟ دعي هذا الكلام لغيرك! - ومن قال لك إني كنت راضية عما يفعله أبي؟ - إذن فما دمت لم تكوني راضية فمن الطبيعي ألا يذهب صلاح إلى البلد.
Shafi da ba'a sani ba