فوائد عامة
أحاديث المعراج التي في الصحاح ليس فيها شيء من أحاديث ذكر الرؤية , وإنما الرؤية في أحاديث مدنية كانت في المنام كحديث معاذ بن جبل: " أتاني البارحة ربي في أحسن صورة " إلى آخره فهذا منام رآه في المدينة , وكذلك ما شابهه كلها كانت في المدينة في المنام , والمعراج كان بمكة بنص القرآن واتفاق المسلمين.
وقد يروج على طائفة من الناس من الحديث ما هو أظهر كذبا من هذا , مثل تواجد النبي حتى سقطت البردة عنه.
قد يروج على كثير ممن ينتسب إلى السنة أحاديث يظنونها من السنة وهي كذب كالأحاديث المروية في فضائل عاشوراء غير الصوم وفضل الكحل فيه , والإغتسال , والحديث , والخضاب , والمصافحة , وتوسعة النفقة على العيال فيه , ونحو ذلك , وليس في عاشوراء حديث صحيح غير الصوم.
وكذلك الأحاديث المروية في فضل رجب بخصوصه , أو فضل صيامه , أو صيام شيء منه , أو فضل صلاة مخصوصة منه كالرغائب كلها كذب مختلق.
وكذلك ما يروى في صلاة الإسبوع , كصلاة يوم الأحد والإثنين وغيرهما كذب , وكذلك ما يروى من الصلاة المقدرة ليلة النصف , واول ليلة جمعة من رجب , أو ليلة سبع وعشرين منه , ونحو ذلك كلها كذب.
وكذلك كل صلاة فيها الأمر بتقدير عدد الآيات أو السور أو التسبيح , فهي كذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث ,إلا صلاة التسبيح فإن فيها قولين لهم واظهر القولين إنها كذب (22)
وكذلك أيضا في كتب التفسير أشياء منقولة عن النبي يعلم أهل العلم بالحديث أنها كذب , مثل حديث فضائل سور القرآن الذي يذكره الثعلبي والواحدي في أول كل سورة , ويذكره الزمخشري في آخر كل سورة.
وأما أحاديث سبب النزول فغالبها مرسل ليس بمسند ولهذا قال الإمام أحمد بن حنبل: ثلاث علوم لا إسناد لها وفي لفظ ليس لها أصل: التفسير , والمغازي , والملاحم , يعني أن أحاديثها مرسلة .
لم يرو أحد من أهل الحديث أن الله تعالى ينزل ليلة الجمعة إلى الأرض ولا إنه ينزل في شكل أمرد بل لا يوجد في الآثار شيء من هذا الهذيان , بل ولا في شيء من الأحاديث الصحيحة أن النبي قال: " إن الله ينزل إلى الأرض " وكل حديث روي فيه مثل هذا فإنه موضوع كذب مثل حديث الجمل الأورق , وإن الله ينزل عشية عرفة , فيعانق الركبان , ويصافح المشاة , وحديث آخر أنه رأى ربه في الطواف , وحديث آخر أنه رأى ربه في بطحاء مكة , وأمثال ذلك فإن هذه كلها أحاديث مكذوبة.
Shafi 19