============================================================
2- هذا الكتاب هذا أحد كتب كشاجم الى وصلت إلينا ضمن ما وصل من تراثنا الذى عدت عليه أحداث وأحداث، وهو كتاب صغير الحجم حقا إلا أنه عظيم الفائدة، فالكتب - كالأشخاص - لا تقاس بالحجم، وإنما تقاس ما يعود منها على دنيا الناس، فكم من الكتب والأشخاص من يتمتع بحجم كبير ولكن فائدته تكون قليلة ، أو تكاد تكون معدومة.
ومن المعروف أن القرنين الرابع والخامس الهجريين كانا من العصور الزاهرة فى تاريخ الفكر والثقافة، وما زلنا حتى الآن تفخر بما جاءنا من تراث هذين العصرين على الرغم مما كان فى هذين العصرين من مأس سبق ذكر بعض متها، ولكن العلسماء وجهوا وجهتهم نحو العلم جميع فروعه يترونه، ويقدمون فيه الجديد والمغيد دائما، حى لقد أصبحت القرون التالية تعيش على مائدة هذين العصرين ولم نجد فرعا من فروع العلم والثقافة لم يطرقه الباحثون، فهناك البحوث اللغوية والأدبية والفقيية وعلوم القرآن والحديث والعلوم الفلسفية وغير ذلك، ولكن لم نجد كتابا يتخصص في اتجاه كتاب أدب النديم : إن كتاب أدب الندمم يمكن أن نطلق عليه أدب السلوك العام، وهو قد تخصص فى هذه الناحية، ورين للانسان ما جب عليه فى سلوكه عند المنادمة ولقاء الأصحاب والكبراء، ومجالسهم، والتحدث معهم، وما قد يتطلبه الجاوس من مشاركة فى الطعام والشراب والمناقشة، كما وضح للانسان أيضا ما يجب أن يبتعد عنه عند هذه المواقف حقا إن الحديث عن السلوك العام ليس جديدا، فإن الكتب القدممة ذكرت نتفا متفرقة فى صفحات كثرة منها، والقارىء فى هذه الكثب يرى
Shafi 39