============================================================
أن هذه الآداب تأنى متفرقة بين ثنايا هذه الكتب.، ولا تأتى إلا فى مناسبة خاصة بها، والنى يقرأ فى البيان والتبيين للجاحظ، أو فى عيون الأخبار لابن قتيبة جد مصداق ما آقول اما الجديد فى هذا الكتاب - رغم صفر حجمه - أنه أتى لنا بهذه الآداب وين دفتيه، وتحت عنوانات حددة، بحيث يصبح القاريء ملما موضوع الكتاب كله، أو ملما بآداب السلوك كلها عن طريقه دفعة واحدة، خلاف الكتب القدعة السابقة الى جعلت هذه الآداب متناثرة هنا وهناك، مما يتسبب فى عدم إلمام القارىء بها كلها أو بعضها، أو على الأقل فى تشتت ذهنه فى سبيل الحصول عليها أو على بعضها.
وقد اعترف كشاجم بأن العلماء الأولين كان لهم فضل الريادة فى هذا الموضوع من حيث إنهم أتوا ببعض هذه الآداب فى كتبهم، ولكنه هو يكون له فضل السبق والتفوق فى ضم هذه الآداب فى كتاب واحد.
ولم يقتصر عمل كشاجم فى هذا الكتاب على جمع الآداب الخحاصة بالنديم من الكتب، وإن كان هذا فى حد ذاته عملا شاقا، ولكنه أضاف إلى ذلك ما استجد من آداب ، أو ما رأى هو من آدب يجب آن يتحلى به الندم، أو يبتعد عنه، وليس هذا بغريب على من عاش فى بلاط سيف الدولة .، ورأى فى تلك الفترة المزدهرة من حياة الحكام شييا عظيما، مما كان يتنبه إليه بحكم تلك المعايشة، أو مما يلقى فى مجلس سيف الدولة من أقوال تؤدى إلى بعض هذه الآداب، أو ترسم لها طريقا: ولم يكتف كشاجم بأن يورد لنا الرسوم والنظم التى توضح أدب السلوك ، وإنما أتى فى أثناء ذلك بما يؤيد هذه النظم ويدعمها من أقوال للشعراء وجكم للحكماء، ومواقف للظرفاء، بحيث أصبح الكتاب بحق يغذى الفكر والعاطفة فى آن واحد، أو أن يدخل إلى العقل المجرد عن طريق القلب، فإن الرسوم والنظم كالقواعد العامة تكون جافة ممجوجة، ولكنها تجد
Shafi 40