============================================================
كتاب أدب الملوك في بيان حقائق التصوف فأول حقيقة الوجد ما لم يخرج الواجد عن وجد العلم ، وذلك شرطه، لأن العلم شاهد جميع حركات مواريثه، فأما مواريثه فالتغير عن أول الحال المذموم يغلبة الوجد ، 3 وأما أحكامه ، فالزهد في الدنيا وقطع عوائق الظاهر ، وأما علمه فلدعوة الحق إلى تلف النفوس ، وأما حركاته فهي دالة على التوحيد، وأما إشاراته فلنسيان الدارين، وأما حرقاته فلدفع الحظوظ محمودها ومذمومها، وأما زياداته فللفداء عما قام به من الحال، وأما 6 فناؤه فلدفع الاختيار بترك الاختيار، وأما بقاؤه فلتجريد الهمة وإخلاص السر في إفراد المعتى، وأما كشفه فإقامة الحجة وبيان سرائر المحجة، واما تغيره وتلونه فلمراتب الواجدين فيه: ثم يوجد أهل الصفاء في الحال حذرا عن الاستدراج والمكر، ثم حركات الوجد منها ما هو عجز البشرية ومنها ما هو (ه7) للطهارة ومنها ما يكون للعقوبة، وتكون الحركات من آوجه شتى : حركة نفسية وحركة روحية وحركة عجزية وحركة قلبية وحركة 12 سرية وحركة ضرورية وحركة مرادية، فأما النفسية فما يكون عادة الطبع برؤية الخلق، وأما الروحية فما يكون من الطيبة برؤية العلم ، وأما العجزية فما يكون من عجز البشرية عند وارد الحق برؤية الضعف ، وأما القلبية فما يكون من حضور القلب في ساحة القرب 15 برؤية المنة، واما السرية فما يكون من روح وجود صفاء المعنى برؤية العطف، وآما الضرورية فما يكون من تنعم الواجد في بحر الحبور برؤية اللطف، وأما المرادية فما يكون من الحق في وجده برؤية الحق، فهذه وجوه وقوع الحركات للصوفية في معاني الوجود.
اة وللصوفية أحوال تكل الألسنة دونها ولا تقوم العبارة بشرحها، وإنما رسمت كتابي هذا ذريعة إلى التعرف لرسوم الصوفية في الظاهر والباطن ولم أدن فيه إلى إشاراتهم ودقائق 21 أسرارهم، ليكون أقرب إلى أفهام الناظرين فيه ويدركه أهل الظاهر ويقفوا على حقائق الملوك الذين توجهم الحق بتيجان الكرامة وأقامهم على كراسي النظارة وجعلهم آئمة في الدين وقدوة للعالمين من المؤمنين ، وسأذكر من سرائر ما يتكلم فيه الصوفية ووضع عليه 24 الرسوم في جريان علم الخواطر بعضا ليعلم العاقل الأديب آنهم آمسك الناس بالكتاب 4) فهي: ما ص 17) فهذه: فهذا ص 22) بتيجان: تيجان ص.
ن ب
Shafi 70