============================================================
كتاب أدب الملوك في بيان حقائق التصوف وأصل الوجد في اللغة على ضربين : تقول : وجدت إذا ملكت ووجدت إذا لقيت وشهدت، قال الله عز وجل: فمن لم يجد فصيام شهرين}، وهذا وجد ملك ، وقال عز وجل: ووجدوا ما عملوأ حاضرا}، معناه: لقوا وشهدوا، وهذا وجد 3 لقاء، نم الوجدان في إشارة الصوفية موجودة في حالة الوجد، وذلك وجد المحبة، فوجد اللقاء يفقد وجد الملك وفي ذلك إشارة لأهلها.
ولأهل الوجد في رسمه سمة لايصال المعنى الموجود به، ويكون على ثلاثة أحوال: وجد ووجود وتواجد، فالوجد اسم حال الواجد، والوجود مصدر فعل الواجد، والتواجد التفاعل من ذلك لبقية نعيم الذكر، والكلام في كيفية الوجد شرك، ولذلك قال الجنيد رحمة الله عليه : الإخبار عن ذاتية الوجد شرك، وإنما تطلق العبارة في الوجد بمواريثه وأحكامه وحقائقه وعلمه وغلبته وحركاته واشاراته وحرقاته وزياداته وافنائه وإبقائه وكشفه وتغيره وتلونه، فمن ذلك ما يظهر على الجوارح، ومنها ما يظهر على سر الجوارح وهن الحواس، ومتها ما يظهر على الخط بتغييره، ثم منها (74) ما يظهر على القلب بغلبته، ثم منها ما يظهر على السر بفنائه إلى آن يصل إلى ما لا يوصف موضعه ولا يغير عن مواريده.
فالذي يهيج الوجد معنيان : معنى بتجريد التذكار ومعنى بالتذكار، فالمعنى الأول ما هو سابق إلى الأسرار بمراد الحق وعزيز قصده ولطيف كشفه، والمعنى الثاني لصحة التذكار والسماع وحقيقة الوسائط والوسائل، وسئل الجنيد عن الوجد، فقال : انقطاع الأوصاف عند سمة الذات، فالذات ذات الوجد تنقطع الأوصاف دون سمته في حقيقة ذاته، فإذا فنيت سمة المفني للأوصاف عن واصفه فكيف لا تفنى الشواهد عن واجده وشاهده؟
ثم حقائق الوجد في مواريده وشرح وقوعه وغير صروفه وتفاوته في ترتيب الأحوال ما 21 هو ذات المعاملين لله عز وجل المنقطعين إليه السائرين في عزيز نهجه بترك جميع مشاغيل الدار القاصدين له بإخلاص النية وتجريد الطوية، وهو ما يحقق بشاهد الشريعة من الكتاب والسنة .
)) موجودة: موجودين ض2) لأهل: آهل ضص 19) فنيت: فني ص.
2) القرآن الكريم 92/4.
3) القرآن الكريم 49/18.
..
Shafi 69