الشافعي الإمام في علم الحديث: "قَلَّ من حرص على الفتوى، وسابق "إليها"١، وثابر عليها إلا قل توفيقه، واضطرب في أمره، وإذا كان كارهًا لذلك غير مختار له، ما وجد مندوحة عنه، وقدر أن يحيد بالأمر فيه على غيره، كانت المعونة له من الله أكثر والصلاح في جوابه وفتاويه أغلب٢.
قال ذلك الصيمري أولًا، ثم تلقاه عنه الخطيب فقاله في بعض تصانيفه.
وروى بإسناده عن بشر بن الحارث٣ أنه قال:
"من أحب أن يسأل فليس بأهل أن يسأل"٤.
وذكر أبو عبد الله المالكي٥ فيما جمعه من "مناقب شيخه أبي الحسن القابسي" الإمام المالكي٦: أنه كان ليس شيء "أشد"٧ عليه من الفتوى، وأنه قال له عشية
_________
١ في الأصل: "عليها"، وما جاء في ف وج وش هو الموافق لكتاب الفقيه والمتفقه.
٢ الفقيه والمتفقه: ٢/ ١٦٦، صفة الفتوى: ١١.
٣ هو "الزاهد الجليل، القدوة، أبو نصر بشر بن الحارث بن عبد الرحمن المروزي البغدادي، المعروف ببشر الحافي. توفي سنة سبع وعشرين ومائتين". ترجمته في طبقات ابن سعد: ٧/ ٣٤٢، المعارف: ٥٢٥، طبقات الصوفية: ٣٩، الحلية: ٨/ ٣٣٦، تاريخ بغداد: ٧/ ٦٧، سير أعلام النبلاء: ١٠/ ٤٦٩، تهذيب التهذيب: ١/ ٤٤٤، التقريب: ١/ ٩٨.
٤ الفقيه والمتفقه: ٢/ ١٦٦، صفة الفتوى: ١١.
٥ انظر ترتيب المدارك: "٤/ ٦١٨، ٦٢٠".
٦ هو "الإمام الحافظ الفقيه علامة المغرب، أبو الحسن علي بن محمد بن خلف المعافري القابسي المالكي، قال حاتم الأطرابلسي: كان أبو الحسن القابسي زاهدًا ورعًا يقظًا، لم أر بالقيروان إلا معترفًا بفضله ... توفي سنة ثلاث وأربعمائة"، ترجمته في: ترتيب المدارك: "٤/ ٦١٦-٦٢١"، وفيات الأعيان: ٣/ ٣٢٠، سير أعلام النبلاء: ١٧/ ١٥٨، تذكرة الحفاظ: ٣/ ٨٥.
٧ من ف وج وش.
1 / 84