وقال عبد الله بن مصعب:
قد طالما قد بروا بالجود أعظمنا ... بري الصناع قداح النبع بالسفن
وقلما يلبث شيء على البري إذا لم يك صلبًا قويًا في جنسه، فلذلك يستجاد للقلم القصب. ألا ترى إلى قول كثير:
ولن يلبث الواشون أن يصدعوا العصا ... إذا لم يكن صلبًا على البري عودها
ويقال لجميع ما يسقط من قلم وسهم ومغزل إذ بري البراية.
وقال أوس بن حجر يصف صانعًا لقوس يبريها بمبراته:
على فخذيه من براية عودها ... شبيه سفى البهمى إذا ما يفتلا
ويقال لما بين العقدتين من القصب أنبوب، والجمع أنابيب.
وكان بعض الكتاب يجيد الخط ولا يجيد برى القلم، فيبرى له. وبعضهم يرى أن في ذلك مهنة يترفع عنها. وقال بعض الكتاب:
لم ترني قط باريًا قلمًا ... في بريه كل مهنة وضعه
ما كل من يحمل الحسام لكي ... يردي به سنه ولا طبعه
وقد عيب بعض الكتاب بأنه لا يجيد بري القلم فقيل فيه:
دخيل في الكتابة ليس منها ... فما يدري دبيرًا من قبيل
إذا ما رام للأنبوب بريًا ... تنكب عاجزًا قصد السبيل
فكائن ثم من قطع رحيب ... لأصبعه ومن قلم قتيل
وكأن اشتقاق القلم من التقليم، وهو القطع ومنه تقليم حافر الدابة ومنه قلمت ظفري.
1 / 87