صبحته صاحبًا كالسيد معتدلًا ... كأن جُوُّجُوُّهُ مداك أصداف
- جعل المداك من صدف لأنه أحسن له وأكثر إشراقًا.
باكرته قبل أن تلغى عصافره ... مستخفيًا صاحبي وغيره الخافي
لا ينفع الوحش منه أن تحذره ... كأنه معلق منه بخطاف
إذا أواضع منه مرَّ منتحيًا ... مرَّ الأتي على برديِّه الطافي
وهذا الشعر من حسان أبيات المعاني.
ويقال أيضًا للصوت اللَّغا مقصور، يكتب بالألف مثل اللَّغو قال الجعدي:
وعادية مثل الجراد وزعتها ... لها قيروان خلفها متكتب
كأنَّ قطا العين التي فوق ضارج ... خلاف لغا أصواتها حين تقرب
شبه لغط القطا باختلاف أصوات الخيل، وخلاف هاهنا بمعنى اختلاف، ويقال: هذه لغتهم التي يلغون بها أي ينطقون بها كما يقال هذه لعبتهم التي يلعبون بها، ووزنها على ذلك فعلة اصلها لغوة، فلما وجدوا الواو متحركة قبلها ساكن وجب ثبوتها وذلك مستكره عندهم لنقصان فضيلتها به، وذلك أنها إذا تحركت نقص المد فيها، وثقلت زيادة على ثقلها، فاحتيل في تغيرها بأن حركوا العين قبلها، فلما تحركت العين، انقلبت الواو ألفًا فصارت لغات، فحذفوا الألف تخفيفًا على المذهب المتقدم في الجراءة على ٠٠ بالتغيير، فصارت لغة، وأهل اللغة يقولون حذفت الواو للنقص، ويقتصرون من الاعتدال على هذا القول.
والقول الثالث: إنها مشتقة من اللَّغو، وهو الذي لا يعبر لقلته، ولا يحتسب لدقته، أو لخروجه على غير جهة الاعتماد من فاعله كما قال الله ﷿: (لا يؤاخذكم الله باللَّغو في إيمانكم) ما لم تقصدوه وتعتمدوه، والله اعلم بكتابه. وقال المثقب العبدي - واسمه عائذ وقيل عايذ الله، وكلاهما مروي، بن محصن بن ثعلبة بن وائلة بن عدي بن عوف
1 / 121