مهران الأسدي -: كنت أسمعهم يقولون: عربًا بالتخفيف مثل الرسل الكتب. ولغة بكر وتميم التخفيف في مثل هذه الأشياء، والوجه التثقيل، وعليه جاءت القراءات. وقال الشاعر في العروب أنشده محمد بن زياد:
وعروب غير فاحشةٍ ... قد ملكنا ودها حقيا
ثم آلت لا تكلمنا ... كل حي معقب عقبا
وقال أوس بن حجر:
وقد لهوت بمثل الريم آنسةٍ ... تصبي الحليم عروب غير مكلاح
ويقال أيضًا في معنى عروب: عربة بوزن فعلةٍ مكسورة العين، ذكر أبو عبيد، وكون وزنها فعلة يصح أن المصدر العرب محركًا، ويكون وجه هذا الاشتقاق أنهم لكرم أخلاقهم، واتساع جودهم وبشرهم لعارفيهم سموا بذلك. وقد سموا عرابة، وهو عرابة بن أوس الأوسي، وسنستقصي ذكره عند ذكر الشماخ من كتاب " ذبيان " إن شاء الله. وقد كنوا بأبي عروبة، وفي عنزة رجل يقال له أبو عروبة بن شاس من بني جلان وكان شاعرًا فاتكا. وأغار الحطم - واسمه شريح بن ضبيعة بن شرحبيل بن عمرو بن مرئد بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة - على بهراء، فأصاب منهم رجلًا شريفًا فأسره، وكان معه ناس من عنزة، منهم أبو عروبة، فقتل أخ لأبي عروبة، فقالوا لأخيه: ما تدع هذا الأسير؟! آلا تقتله بأخيك؟ فشد عليه أبو عروبة فقتله، فأخذه الحطم فأوثقه في القد فكان الأسير، فقال في ذلك أبو عروبة.
غادرت ثأري مضرجًا بدمٍ ... ولم تغلني مقالة الحطم
وقال في أبيات يهجو بها الحطم:
يبيت يثني أيره فوق فخذه ... إذا فلت أسرى أصبح المرء باركا
1 / 108