بن أسحق عن النعمان بن سعد عن علي ﵇ أنه قال: قال رسول الله (: " اللهم بارك لأمتي في بكورها " وهذا أشبه بما روي عنه (من التسوية بين الأيام بما في جميعها من البركة والإحسان.
ومن هذا المعنى يقال هو أشور منه أي أحسن منه، قال كبد الحصاة العجلي - واسمه عمرو بن قيس -:
صبرت وبعض الجهل ما يتذكر ... وصبرك عن ليلى أعف وأشور
وعداك عنها نأيها ومشيبة ... من الحراب لا يصلى بها المعتذر
أعف وأشور: أراد أحسن وأجمل، كذا حكي لنا في اشتقاق شيار عن العرب أنفسها، وفي هذا الاشتقاق بعض النظر، لأنه لو كان من الشارة لكان شوار مثل شوار البيت وأصل الشارة شورة، وانقلبت الواو ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، على أصل القوم، ولذلك جاء: أعف وأشور بالواو منه، وأنشد ثعلب: أفز عنها كل مستشير أي كل طالب للشارة والجمال، ومنه الشوران الزعفران لجمال لونه وإشراق منظره. ومنه يقال: شار الدابة يشورها شورًا إذا عرضها وأظهر محاسنها، ويقال للمكان الذي يكون فيه ذلك المشوار، وإلى هذا تذهب العامة في قولها لفلان نشوار - بالنون - والنشوار ليس من هذا في شيء، وهو ما يلقيه الدابة من فضلات علفه على نواحي آريه، وما دري كيف يجيء شيار من هذا وأصله الواو، على أن أبا بكر أبن دريد قد قال: إن الشير بالياء على وزن فعل فخفف، من قولهم: شير وصبر إذا كان حسن الصورة والشارة مثل قولهم: ميت وقيل هو تخفيف وقيل وميت، فيجوز أن يكون شيار جمعه، لأن فعالًا في جمع فعل باب مطرد، مثل عذب وعذب وجبال وجبل، ومن ذلك قولهم: جاءت الإبل شيارًا، وجاءت الخيل شيارًا، إذا جاءت سمانا حسانا. وقال عمرو بن عدي بن معدي كرب بن عبد الله بن عصم
1 / 106