Acmal Kamila
موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين
Nau'ikan
يكتمون الحق: يخفونه ولا يعلنونه، فمن أنكر الحق، وجحد به، فهو كاتم له، ومن سكت عنه في الوقت الذي يقتضي بيانه، فهو كاتم له، غير # أنه أدنى درجة ممن ينكره بلسانه، ويصد عن سبيله. وقال: (يكتمون)، و {يعلمون} هكذا بالفعل المضارع، فدل على أنهم متمادون في العلم به، وعلى كتمانه؛ لما عرف سابقا من أن التعبير عن المعنى بالفعل المضارع يدل على تجدده وتتابعه المرة بعد الأخرى.
{الحق من ربك}:
جملة مستأنفة لتقرير حقية ما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - من الشرائع بكونه من الله. والرب: المالك المنعم، وقال: {من ربك}؛ ليشعره بأن هذا الحق من قبيل الخير الذي ينعم به عليه. ولم يعطف الجملة على ما قبلها، فيقول: "والحق من ربك"؛ لما عرف من فنون البيان أن قوة عناية المتكلم بمعنى الجملة من دواعي إلقائها على المخاطب مستقلة غير تابعة لما قبلها بحرف العطف.
{فلا تكونن من الممترين}:
الممترين: من الامتراء، وهو الشك والتردد. والشك فيما أوحى الله به من حق، غير متوقع منه - عليه الصلاة والسلام -؛ فالنهي موجه إلى الأمة في صورة الخطاب له؛ إذ في الأمة حديثو عهد بكفر يخشى عليهم أن يفتنوا بزخرف من القول يروج به أهل الكتاب شبها تعلق بأذهان من لم يرسخ الإيمان في قلوبهم.
{ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات}:
الوجهة: الناحية، والمراد: القبلة، وموليها: متجه إليها بتولية وجهه إياها.
Shafi 269