Acmal Kamila
موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين
Editsa
علي الرضا الحسيني
Mai Buga Littafi
دار النوادر
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
1431 AH
Inda aka buga
سوريا
Nau'ikan
﴿يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾:
كرر بهذه الآية نداء بني إسرائيل ودعوتهم إلى ذكر ما أسبغ عليهم من النعم الدال على عِظَمها إسنادُ الإنعام بها إليه تعالى في قوله: ﴿الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ﴾، وأهمية الشيء تقتضي تكرار الأمر به؛ إبلاغًا في الحجة، وتأكيدًا للتذكرة. وأيّ شيء أعظم أثرًا في سعادة الإنسان من أن يكون على ذكر من نعم الله عليه؟ إذ ذِكْرُ نعم الله يملأ القلب بإجلاله، ويدعو إلى شكرها بحسن الطاعة، وشكرها يستدعي المزيد منها، ويكسب صاحبه الظفر برضا من بيده مقاليدها، ومَن ظفر برضا وليّ النعم، فقد جمع الخير من أطرافه.
وتفضيلُ بني إسرائيل على العالمين - في العهد الذي كانوا يتمسكون فيه بالتوراة السالمة من التحريف- مندرجٌ في جملة النعم التي أنعم الله بها عليهم، وأفرد بالذكر في قوله: ﴿وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾؛ لأنه من خير ما يناله الإنسان في حياته، والنفوس الزاكية لا تبتهج بشيء أكثر من ابتهاجها حين تستيقن أن الله جعلها بمكانة تفضل بها سائر النفوس.
﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾:
تضمنت هذه الآية معنى الآية السابقة: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾، وأعيد هذا المعنى تأكيدًا له، وتثبيتًا له في القلوب، ذلك أنه معنى متى غلب استحضاره على قلب من يتدبر العواقب، يكف يده عن كل شر، ويصير مصدرًا لكل خير. ولا ريب أن من تيقن أنه سيشهد يومًا ذا أهوال لا ينفع الإنسانَ فيه إلا إيمانُه
1 / 223