252

Acmal Kamila

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

Editsa

علي الرضا الحسيني

Mai Buga Littafi

دار النوادر

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

1431 AH

Inda aka buga

سوريا

Nau'ikan

﴿وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (١٤) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ﴾ [الحجر: ١٤ - ١٥].
والآيات البينات التي أقامها الله تعالى على صدق البعثة المحمدية لا يحيط بها استقصاء، يجدها الناظر بشيء من التدبر في السيرة الطاهرة، ويملأ منها يديه عندما يتلو القرآن المجيد حق تلاوته، ولا سيما تلاوة يراعي معها البيئة التي نشأ بها ذلك الرسول الأعظم، ويضاف إلى هذا الحكم التي تتدفق من فيض أحاديثه الواردة في الدعوة إلى مكارم الأخلاق، ومحاسن الآداب، وإصلاح شؤون الأفراد والجماعات في أي موطن، أو في أي عصر يعيشون.
﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ﴾:
لما ذكر في الجملة السابقة أنه تعالى بين الآيات لقوم يوقنون، أردفها بهذه الجملة؛ لبيان من بينت الآيات على يديه، فقال تعالى: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ﴾. والحق: من حق الشيء؛ أي: وجب وثبت، ويطلق الحق على الحكم الصادق، وهو المطابق للواقع، ويسمى الدين الصحيح حقًا؛ لاشتماله على الأحكام الصادقة. وعلى هذا الوجه يحمل الحق في هذه الآية.
﴿بَشِيرًا وَنَذِيرًا﴾:
البشير: المبشِّر وهو المخبِر بالأمر الصدق السار للمخبر به الذي لم يسبق له علم به. والنذير: المنذر، وهو المخبر بالأمر المخوف؛ ليحذر منه، والنبي ﷺ مبشر بالثواب لمن آمن واتقى، ومنذر بالعقاب لمن كفر وعصى. وفي وصفه بالتبشير والإنذار تأكيد لما أعلم به في صدر الجملة من أنه مرسل بالحق.

1 / 218