Acmal Kamila
موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين
Nau'ikan
{إنك أنت السميع العليم}:
طلب الرسولان العظيمان قبول ما تقربا به إليه تعالى من بناء البيت الحرام، ووصلا دعاءهما بذكر اسمين من أسمائه الحسنى يؤكدان بذكرهما أن رجاءهما لاستجابة دعائهما وثيق، وأن ما عملاه ابتغاء مرضاته جدير بالقبول، فقالا: {إنك أنت السميع العليم}، ومن كان سميعا للدعاء، عليما بنيات الداعين وضمائرهم، كان تفضله باستجابة دعاء المخلصين في طاعته غير بعيد.
{ربنا واجعلنا مسلمين لك}:
{مسلمين}: من الإسلام، وهو الخضوع والإذعان، وقد كانا خاضعين لله، مذعنين في كل حال، وإنما طلبا الثبات والدوام على ذلك. والإسلام الذي هو الخضوع لله بحق إنما يتحقق بعقيدة التوحيد، وتحري ما رسمه الشارع في العبادات والمعاملات، والإخلاص في أداء ما أمر به، واجتناب ما نهى عنه.
{ومن ذريتنا أمة مسلمة لك}:
من ذرية إبراهيم وإسماعيل: العرب، ومن ذرية إبراهيم: بنو إسرائيل، فالدعاء شامل للفريقين؛ إذ ظهر من أولئك الذرية أقوام أسلموا وجهم لله من بين أمم عاشت في عماية، أما من العرب، فالأمر واضح، وأما من بني إسرائيل، فقد بعث فيهم أنبياء ورسل، ونشأ من بينهم هداة عادلون، قال الله تعالى: {ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون} [الأعراف: 159]. وصلاح الذرية مرغوب فيه طبعا، والدعاء لهم بالصلاح مرغب فيه شرعا، # وذلك ما فعل الخليل إبراهيم - عليه السلام -.
Shafi 234