208

Acmal Kamila

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

Bincike

علي الرضا الحسيني

Mai Buga Littafi

دار النوادر

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

1431 AH

Inda aka buga

سوريا

Nau'ikan

من نحو: تكذيب الأنبياء، وقتلهم، وقولهم: ﴿اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا﴾ [الأعراف: ١٣٨]، إلى غير ذلك من كبائر المعاصي التي لم تصدر من أمة قبلهم ولا بعدهم. وهذا التمني الذي طلب منهم، ونفُي عنهم، لم يقع منهم؛ إذ لو وقع، لنقل، وتوفرت دواعي المخالفين للإسلام على نقله. ويكفي في تحقق هذه المعجزة: أن لا يقع تمني الموت من اليهود الذين تُحدوا بها في عهد النبوة، وهم الذين كانوا يناوئون النبي ﷺ، ويجحدون نبوته عنادًا، فلا يقدح فيها أن ينطق يهودي بعد ذلك العهد بتمني الموت، وهو حريص على الحياة. وقد يخطر على بالك: أنه ورد في الحديث الصحيح النهي عن تمني الموت، فكيف يأمر به اليهود؟ وجواب هذا: أن الحديث نهى عن تمني الموت عند الشدائد؛ لأن ذلك جزع، وعدم رضا بما قسم الله.
﴿وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ﴾:
هذه الجملة واردة مورد التهديد والوعيد. ومعنى الظالمين: اليهود الذين تقدم ذكرهم، أو يراد به: كل من صدر منه ظلم، ويتناول بعمومه أولئك اليهود؛ فقد ظلموا بتعديهم ما حدّ الله، وادعوا اختصاصهم بالجنة، وانفرادهم بها دون الناس. وقال: ﴿عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ﴾، مع أن علمه تعالى يتعلق بالظالمين وغيرهم، فكان التهديد والوعيد أظهر وأقوى مما لو قال: عليم بهم، أو عليم بالعباد.
* * *

1 / 174