180

Acmal Kamila

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

Nau'ikan

{واتبعوا}: من الاتباع، وهو الاقتداء. والضمير (واو الجماعة) يعود # على اليهود الذين كانوا في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -. {تتلو} من التلاوة بمعنى: الاتباع أو القراءة. و {الشياطين} جمع شيطان، وهو كائن حي خلق من نار، كما قال تعالى حكاية عنه: {خلقتني من نار وخلقته من طين} [الأعراف: 12]. ويطلق على الممتلئ شرا ومكرا من الأنس. وورد بهذا المعنى في قوله تعالى يصف حال المنافقين: {وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم} [البقرة: 14] وفي قوله تعالى: {شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا} [الأنعام: 112]. ومن هنا استطاع بعض المفسرين أن يحمل الشياطين في الآية التي نحن بصدد تفسيرها على الأشرار من الناس. وسليمان: هو النبي سليمان، ويرتقي نسبه إلى إسحاق بن إبراهيم - عليهم السلام -. وما تتلوه الشياطين: هو السحر. وتلاوته على ملك سليمان: أي: اتباعه في عهد ملك سليمان، ومعلوم أن ملك سليمان كان شريعة ونبوة.

{وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا}:

نزه الله بهذه الجملة سليمان - عليه السلام - عن عمل السحر الذي يتعاطاه أولئك الشياطين، وينسبونه إليه، ودلت الجملة على أن ذلك السحر ضرب من ضروب الكفر؛ إذ قال تعالى: {وما كفر سليمان}، ودلت على أنه من اختلاق أولئك الشياطين، فقال تعالى: {ولكن الشياطين كفروا}.

{يعلمون الناس السحر}:

الضمير في قوله: {يعلمون} عائد على الشياطين، أو على اليهود، ويكون الكلام عن الشياطين انتهى عند قوله: {كفروا}، وتكون جملة: {يعلمون} بيانا لوجه اتباعهم للشيطان المخبر عنه بقوله تعالى: {واتبعوا ...}.

Shafi 184