172

Acmal Kamila

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

Editsa

علي الرضا الحسيني

Mai Buga Littafi

دار النوادر

Bugun

الأولى

Shekarar Bugawa

1431 AH

Inda aka buga

سوريا

Nau'ikan

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (١)
﴿أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (٧٥) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (٧٦) أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (٧٧) وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (٧٨) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ﴾ [البقرة: ٧٥ - ٧٩].
﴿أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ﴾:
هذا خطاب للمؤمنين، وهو معطوف على قوله تعالى: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ﴾ الذي هو خطاب لليهود، والبلاغة تسمح بعطف خطاب موجّه لطائفة على خطاب موجه لطائفة أخرى؛ كقوله تعالى: ﴿يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ﴾ [يوسف: ٢٩].
والطمع: تعلق النفس بإدراك مطلوب تعلقًا قويًا. و﴿يُؤْمِنُوا لَكُمْ﴾ بمعنى: يصدقون مستجيبين لدعوتكم. والاستفهام في قوله: ﴿أَفَتَطْمَعُونَ﴾

(١) مجلة "لواء الإسلام" - العدد التاسع من السنة الثانية.

1 / 138