136

Acmal Kamila

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

Nau'ikan

وإنما كان قيام فريق من اليهود بتحريف الكتاب سببا لليأس من إيمان الطائفة المشار إليها بقوله تعالى: {أفتطمعون أن يؤمنوا لكم}، ذلك لأن هذه الطائفة قد سبق أن تلقت دينها من قوم يحرفون الكتاب، وهم إنما يلقنونهم # ما حرفوه، والمقلدون يتلقون ذلك عنهم بطاعة عمياء، ولا يلتفتون إلى الحق، ولا يتجهون إلى النظر في الأدلة الموصلة إليه، فالميئوس من إيمانهم طائفة معينة علم الله أنها شبت على عماية التقليد، ولا يرجى منها الإقلاع عن الكفر، والرجوع إلى الدين الحق.

ومعنى قوله تعالى: {من بعد ما عقلوه وهم يعلمون}: أنهم يحرفون كلام الله من بعد ما فهموه، مع علمهم بما يستحقه محرفه من الخزي والعذاب الأليم.

وقولى: {وهم يعلمون} ينبئ بأن من يرتكب المعصية وهو يعلم أنها معصية يستحق عليها من التوبيخ والذم أشد مما يستحقه مرتكبها وهو من الجاهلين.

{وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا}:

هذه الجملة بيان لنوع من مساوئ اليهود وقبائحهم الموجبة لليأس من إيمانهم، الكاشفة عما كانوا يضمرونه من النفاق. والذين آمنوا هم جماعة المؤمنين من الصحابة - رضي الله عنهم -، فإذا لقيهم هذا الفريق من اليهود، قالوا لهم: صدقنا بأن محمدا نبي بحق.

{وإذا خلا بعضهم إلى بعض}:

{خلا بعضهم}: صاروا إلى خلوة، وهو الموضع الذي ليس فيه غيرهم. والمعنى: انفرد بعضهم ببعض، وهم الذين لم ينافقوا، والذين نافقوا.

{قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم}:

Shafi 140