123

Acmal Kamila

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

Bincike

علي الرضا الحسيني

Mai Buga Littafi

دار النوادر

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

1431 AH

Inda aka buga

سوريا

Nau'ikan

الأعمال بعواقبها، وما يترتب عليها من آثار يحمدها، تضاءلت أمامه المصاعب، ولم يقف به عن العمل ما يلاقيه في سبيله من مشقة.
وكانت الصلاة معينة على النهوض بالأعمال الجليلة، من جهة أنها عبادة يقوم بها العبد في كل يوم خمس مرات، يناجي فيها ربه، ويقرأ فيها من القرآن ما فيه حكمة وموعظة حسنة، فتزكو نفسه، وتصفو سريرته، ويستمر هذا الحال في غير أوقات الصلاة، حتى إذا حضر وقت عمل واجب غير الصلاة، وجد في نفسه إقبالًا عليه، واستهانة بكل ما يلاقيه في سبيل الله من مكاره وآلام.
﴿وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾:
كبيرة: صعبة شاقة، يقال: كبر الشيء: إذا شق وثقل؛ كما قال تعالى: ﴿كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ﴾ [الشورى: ١٣].
و﴿الْخَاشِعِينَ﴾: من الخشوع، وهو في الأصل: اللين والسهولة، ومعناه في الآية: الخضوع والاستكانة لله - جل شأنه - وضده الاستكبار. والمعنى: أن الصلاة صعبة إلا على الخاضعين الذين أسلموا وجوههم لله. والصلاة من حيث إنها قيام وركوع وسجود وجلوس ليس فيها صعوبة، والصعوبة من جهة أن الصلاة بحق ما يدخلها المصلي بقلب حاضر، فيؤديها مبتغيًا رضا الله، تاليًا القرآن بتدبر، ناطقًا بالدعوات والأذكار التي تشتمل عليها عن قصد إلى كل معنى، دون أن تجري على لسانه، وهو في غفلة عن معانيها التي هي روح العبادة. ويضاف إلى هذا في معنى صعوبة الصلاة: أنها فريضة شرعت لأن يقيمها العبد في كل يوم خمس مرات مدى الحياة، وإنما كانت سهلة على الخاشعين؛ لإيقانهم أنها من أهم وسائل الفلاح في الدنيا، والسعادة

1 / 89